الكويت الاخباري

العلاقات العـربية - الغربية.. نظرة عامة ! - الكويت الاخباري

تعتبر العلاقات مع الغرب، خاصة الغرب المتنفذ، أهم علاقات، بالنسبة للعرب، وفي معظم جوانب الحياة الحديثة. فلا توجد علاقات للعرب مع غير الغربيين في الوقت الحاضر، في مستوى عمق، وتشعّب، وأهمية، ومتانة، وتوجس علاقاتهم بالغرب. لذلك، فإنه يتوجب أن تنصبّ معظم الدراسات العلمية الاستراتيجية على هذه العلاقات، حاضراً ومستقبلاً، مراعاة لهذه الأهمية الحاسمة. ومعروف أن مصطلح «العلاقات الدولية» يعني الآن:

«العلاقات والروابط السياسية المختلفة، فيما بين دول العالم (ممثلة بحكوماتها)... وتشمل أثر هذه العلاقات، عبر الحدود الاقليمية للدول (دولتين، أو أكثر) وكل ما يتعلق مباشرة بهذه العلاقات، ويؤثر فيها، ويتأثر بها». وعلم العلاقات الدولية هو العلم الذي يدرس هذه العلاقات، دراسة علمية. وهناك عدة علوم سياسية متداخلة، ومترابطة، أهمها:

- علم السياسة: ويركز على السياسة داخل المجتمعات.

- علم العلاقات الدولية: ويدرس السياسة عبر المجتمعات.

- التاريخ السياسي.

- الجغرافيا السياسية.

- علم الاجتماع السياسي.

- علم النفس السياسي.

- الاقتصاد السياسي.

- القانون السياسي (الدستوري).

****

ومن تعريف العلاقات الدولية، يتضح لنا، أن العلاقة لا يمكن أن تكون «دولية». وتندرج ضمن علم العلاقات الدولية، إلا إذا توافر فيها عنصران، هما: اتصاف هذه العلاقات بالسياسة، وارتباطها بها، وتجاوز هذه العلاقات للحدود الإقليمية للدولة الواحدة، أو انتشار آثارها خارج حدود الدولة الواحدة. ومن هذا التحديد، نرى أن «العلاقات الدولية» تشمل كل علاقة ذات طابع سياسي (بين دولتين أو أكثر)، تجاوزت آثارها الحدود الإقليمية للدولة الواحدة. ذلك بصرف النظر عن طبيعة وماهية هذه العلاقات.

****

وأهم سمات العلاقات الدولية، أو ما تتميز به من خصائص، هي:

1- سيادة خاصية «الفوضى» (Anarchy) في معظمها. أي عدم وجود حكومة عالمية واحدة تضع القوانين، وتشرف على تنفيذها، والمقاضاة بشأنها. أو بكلمات أخرى، سيادة قانون الغاب (Jungle Law) على معظمها. أما الديمقراطية، والعدالة والمساواة، والتكافل الاجتماعي، فهي مبادئ للتطبيق في داخل المجتمعات. ويعتقد البعض أن الديمقراطية يجب أن تتجسد في علاقات الدول الخارجية، وهذا اعتقاد خاطئ.

2- تأرجحها بين التعاون والصراع في حالة وجود علاقات حكومية ثنائية. وفي حالة عدم وجود هذه العلاقات، نجد أنها: علاقات لا تعاون، ولا صراع.

3- قابليتها للتغير، مع تغير المصالح. فالتعاون ليس دائماً. وكذلك الصراع (أصدقاء اليوم قد يصبحون أعداء الغد، وأعداء اليوم قد يصبحون أصدقاء الغد).

4- سعي الدول الدائم، أولاً لتحقيق ما تعتبره مصالحها.

5- تشابه العلاقات الدولية، بصفة عامة، مع العلاقات فيما بين الناس. فالدول عبارة عن بشر.

****

وكل هذه الصفات، أو السمات، تنطبق تماماً، على العلاقات العربية- الغربية الحديثة. فهذه العلاقات تتم في إطار: قانون الغاب، والتأرجح بين التعاون والصراع، والقابلية للتغير، وسعى الدول من أجل القوة، وكونها تشبه العلاقات فيما بين الناس. وهذه السمات تنطبق في أي علاقات دولية، بين أي طرفين، أو أكثر. ومع ذلك، تتسم أي علاقات بسمات معينة أخرى، تختلف من علاقة لأخرى، ومن وقت لآخر.

ولعل من أبرز السمات الإضافية في العلاقات العربية- الغربية الحالية، هي:

- وجود فارق كبير، أو هائل، بين مدى قوة الغرب، ومدى قوة العرب. وذلك نتيجة تقدم الغرب المشهود في العلم والتقنية، وثراء موارده. ونتج عن هذا التفاوت -بطبيعة الحال- علاقات غير متوازنة، غالباً ما تسير لصالح الأقوى.

- تدخل الأقوى بقوة، في الشؤون الداخلية للأضعف، لاستغلاله، والاستفادة من إمكاناته المختلفة.

- ممارسة الأقوى بعض السيطرة، وفرض النفوذ على الأضعف، والحصول على ما يحتاجه من موارد الأقل قوة، بأقل تكلفة ممكنة.

- سعي القوى الغربية المتنفذة لإضعاف العرب؛ كي يستمروا تحت نفوذها، ويسهل استغلالهم. وإقامة «قاعدة متقدمة»، هدفها تسهيل هذه السيطرة (إسرائيل).

- نظرة الأقوى للأضعف، ملئها: الاستعلاء، والاستخفاف، والعنصرية، وغير ذلك.

- حرص الأقوى على منع الجانب الأضعف من النمو، بشكل سليم، عبر عرقلة أخذ الأضعف بالمبادئ التي تكفل خير الأضعف، وانطلاقه.

- كراهية، ومحاربة معظم الغرب للدين الذي يؤمن به معظم العرب.

****

إن العلاقات العربية - الغربية علاقات متشعبة، تحتاج الى مجلدات؛ لتغطية كل جانب فيها. وبعض العرب يعتبرون أن أهم «قضية» بين العرب والغرب، وأهم ما يعكر صفو هذه العلاقات، هو دعم الغرب المطلق للكيان الصهيوني. صحيح، أنها قضية خلاف كبرى بين الجانبين، ولكن العلاقات بينهما تزخر بقضايا أخرى كثيرة، لها ذات الخطورة، أو أكثر. ولعل مضمون هذا المقال يحدد الزاوية الأصح، التي يجب أن ينظر إلى هذه العلاقات عبرها، كمدخل أنسب.

أخبار ذات صلة

 

أخبار متعلقة :