كتب محمد بلاص:
كثفت قوات الاحتلال، أمس، من عمليات الهدم في مخيم نور شمس، شرق طولكرم، واستهدفت بالرصاص مواطنين في محيطه، في وقت شهدت فيه قرى عدة بمحافظة جنين عمليات اقتحام، وذلك في سياق العدوان المتواصل على مخيمات شمال الضفة.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال كثفت عمليات هدم المنازل في مخيم نور شمس، والذي شهد خلال الأيام الماضية عمليات هدم ونسف واسعة للمباني السكنية، تركزت في حارات المنشية، والمسلخ، والجامع، والعيادة، والشهداء.
وأكدت المصادر أن جرافات الاحتلال نفذت أمس عمليات هدم واسعة لمبانٍ سكنية في محيط مسجد أبو بكر الصديق وسط المخيم، في ظل فرض حصار مشدد على المنطقة وانتشار مكثف لفرق المشاة من جنود الاحتلال ممن أطلقوا الرصاص الحي صوب المواطنين والصحافيين أثناء وجودهم في منطقة "الأحراش" المطلة على المخيم.
وقدرت المصادر عدد المباني والمنازل التي هدمتها جرافات الاحتلال خلال أقل من أسبوع في المخيم بـ 20 مبنى تضم عدداً كبيراً من الوحدات السكنية، إلى جانب عدد كبير من المنازل التي أجبر جيش الاحتلال القاطنين فيها على إخلائها سابقاً.
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم التاسع بعد المائة، حيث دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية تحديداً إلى المخيم، في ظل انتشار فرق المشاة بأعداد كبيرة من الجنود في المدينة، خاصة في شارع نابلس على امتداد الطريق الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس.
ومنعت قوات الاحتلال عشرات النازحين من مخيم طولكرم من الوصول إلى منازلهم لإخراج ما يمكن إخراجه من مقتنياتهم الشخصية، في ظل سماع دوي انفجارات وإطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية في أرجاء المنطقة.
وفي محافظة جنين، واصلت قوات الاحتلال عمليات التجريف والتدمير داخل مخيم جنين، بهدف تغيير معالمه وطمس هويته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.
وشهدت قرى المحافظة اقتحامات عديدة، حيث سجّلت اقتحامات في غالبية قرى المحافظة تخللتها عمليات دهم واعتقال، إلى جانب انتشار دائم لدوريات وآليات الاحتلال مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم.
وقدرت بلدية جنين بأنه مع دخول العدوان يومه الخامس عشر بعد المائة، هدمت قوات الاحتلال نحو 600 منزل بشكل كامل في المخيم، فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن، فيما يستمر الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي بكثافة داخل المخيم.
وأشارت، إلى أن آثار العدوان لم تقتصر على المخيم فقط بل امتدت إلى مدينة جنين، إذ أحدث أضراراً كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف.
ولفتت إلى أنه في ظل تواصل العدوان فإن عائلات المخيم، ومئات العائلات من المدينة ومحيطها، ما زالوا مجبرين على النزوح القسري حتى الآن، حيث تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألف نازح.
وحذرت من أن الوضع الاقتصادي في مدينة جنين يزداد تدهوراً مع تسجيل خسائر تجارية فادحة نتيجة العدوان تقدر بنحو 300 مليون دولار حتى الآن، إذ اضطر العديد من المحال التجارية إلى إغلاق أبوابها، بسبب عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية والشوارع، خاصة في الأحياء الغربية التي تشهد شللاً اقتصادياً شبه كامل، إضافة إلى تراجع حركة التسوق القادمة إلى المدينة من خارجها.
أخبار متعلقة :