في السراء والضراء.. 8 عقود من زيارات الرؤساء الأمريكيين إلى السعودية - اخبار الكويت

يزور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السعودية، اليوم الثلاثاء بعدما أرسى الرئيس الأمريكي الأسبق، فرانكلين روزفلت، قبل 80 عاماً أسس علاقات راسخة قائمة على اتفاق وطيد لعب فيه النفط وأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط الدور الأساس.

وتحت عنوان "في السراء والضراء"، رصد تقرير مطول لوكالة "رويترز" زيارات رؤساء أمريكيين للسعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وأحد أهم حلفاء الولايات المتحدة.

أجرى مؤسّس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، محادثات تاريخية مع روزفلت على متن السفينة الحربية الأمريكية (كوينسي) التي كانت راسية في قناة السويس، في أول لقاء بين رئيس أمريكي وملك سعودي.

بحسب الموقع الإلكتروني أرشيف الحكومة الأمريكية، قال الملك عبدالعزيز لروزفلت إن "العرب سيختارون الموت بدلاً من التنازل عن أراضيهم لليهود"، وهي قضية شائكة حتى الآن.

جرت أول زيارة لرئيس أمريكي للسعودية في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر بعد 29 عاماً من لقاء روزفلت والملك عبدالعزيز. وكان الهدف من الزيارة هو إصلاح العلاقات المتوترة بعد حرب عام 1973 بين العرب و"إسرائيل".

أثار الصراع قلق السياسيين الأمريكيين بعد أن فرض الملك فيصل، حظراً على تصدير النفط للولايات المتحدة ودول أخرى لدعمها "إسرائيل"، مما أدى إلى صدمة اقتصادية.

ذكرت مؤسسة ريتشارد نيكسون، أنه قال خلال مأدبة عشاء رسمية أقامها له العاهل السعودي "نحن بحاجة إلى الحكمة".

كان موضوع النقاش الرئيسي بين كارتر والملك خالد في الرياض هو رغبة الدول العربية في إقامة دولة فلسطينية.

وسعى كارتر إلى التوصل إلى تفاهم مشترك على فترة انتقالية لتحقيق هذا الهدف، لكن هذه الجهود لم تستطع تغيير الوضع القائم على الأرض حتى الآن.

أدى غزو العراق للكويت في عام 1990 إلى تقارب الولايات المتحدة والسعودية، تم نشر قوات أمريكية في منطقة الخليج، لإيقاف الرئيس العراقي صدام حسين، عن أي توسع محتمل لحملته العسكرية.

والتقى بوش عام 1992 الملك فهد للمرة الثانية بعد الحرب، وناقشا استقرار الخليج.

استقبل الملك فهد، الرئيس كلينتون في مدينة الملك خالد العسكرية، بينما كانت المنطقة الغنية بالنفط لا تزال في حالة تأهب تحسباً لأي تحركات جديدة من جانب صدام حتى بعد هزيمة الجيش العراقي وإجباره على الانسحاب من الكويت.

وناقش الجانبان الوضع في العراق، وبعد مضي عام وقّعت المملكة صفقة طائرات بقيمة ستة مليارات دولار مع بوينغ وماكدونل.

خلال زيارته الأولى للرياض وقّع الرئيس الأمريكي الأسبق اتفاقية مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتعلق ببرنامج للطاقة النووية المدنية في المملكة.

واتفق الجانبان على دعم الجهود الرامية إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية، وذلك بعد خمس سنوات من الغزو الأمريكي للعراق في عهد بوش.

ودفع النفوذ الإقليمي المتزايد لطهران إلى إجراء زيارة ثانية في العام نفسه لحشد الدعم العربي لاحتواء طهران.

التقى أوباما، الملك عبدالله، مرتين، والملك سلمان، مرتين، في أربع زيارات للمملكة خلال فترتَي ولايته.

اتسمت العلاقات بين إدارة أوباما المنتمي إلى الحزب الديمقراطي والمملكة بالفتور، وبلغت خيبة الأمل لدى المملكة ذروتها بعد أن توسط أوباما في الاتفاق النووي عام 2015، ورفع بعض العقوبات عن إيران، بينما كانت أذرع إيران تهدّد استقرار المنطقة.

بعكس طبيعة العلاقات خلال عهد أوباما استُقبل دونالد ترامب، بترحاب كبير خلال زيارته الأولى للرياض، حيث رقص بالسيوف في مراسم تقليدية، وأبرم اتفاقية للأسلحة بقيمة 110 مليارات دولار.

وجرى تداول صورة له وهو يضع يديه على بلورة متوهجة مع الملك سلمان لتدشين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال).

لم يحظَ الرئيس جو بايدن بحفاوة كبيرة عند استقباله في المملكة، وكان ذلك الاستقبال وما شهده من عدم تبادل للحديث بمنزلة عنوان لزيارة شابها التوتر ولم تُسفر عن كثيرٍ للبلدين الحليفين.