10 مايو 2025, 12:05 مساءً
كشفت دراسة أجراها باحثون بجامعة ولونغونغ الأسترالية، أن استخدام الوالدَيْن للأجهزة الرقمية بحضور الأطفال، يسبّب انخفاضاً في الأداء المعرفي، والسلوك الاجتماعي الإيجابي لدى هؤلاء الأطفال.
وبحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، أظهر الأطفال دون سن الخامسة الذين تعرّضوا لاستخدام الوالدين للأجهزة الرقمية بحضور الطفل انخفاضاً في الأداء المعرفي، وانخفاضاً في السلوك الاجتماعي الإيجابي، وضعفاً في التعلق، وارتفاعاً في سلوكيات الاستيعاب والتعبير، وزيادة في وقت استخدام الشاشة، ورغم أن الارتباطات كانت صغيرة، لكنها متسقة وواضحة في جميع الدراسات.
التربية المتفاعلة عبر التواصل
التربية المتفاعلة عبر التواصل المستمر بين الآباء والأطفال في طفولتهم المبكّرة، تعزّز وتقوي نمو الطفولة المبكّرة من خلال منح الأمان العاطفي ودعم وتوجيه السلوك الاستكشافي لدى الأطفال، لكن ظهرت المشكلة حين أصبح الآباء يستخدمون الأجهزة الرقمية أثناء رعاية الأطفال، حتى بات ذلك أمراً شائعاً بشكلٍ متزايد.
ويُنظر الآن إلى استخدام الوالدين التكنولوجيا في وجود الطفل، والمعروف باسم "التواصل التكنولوجي"، على أنه مُسبّبٌ مُحتملٌ لاضطراب التفاعلات الأسرية.
70 % من الآباء يستخدمون الأجهزة بوجود الأطفال
تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن أكثر من 70% من الآباء يستخدمون الأجهزة الرقمية في أثناء اللعب أو تناول الطعام مع أطفالهم، بينما أفاد 89% منهم بممارستهم هذا السلوك مرة واحدة على الأقل يومياً.
وقد يُعيق استخدام الأجهزة في أثناء تفاعل الوالديْن مع الطفل التواصل المتبادل والتفاعلات الاجتماعية، مما قد يؤثر في تطور اللغة، والرفاهية النفسية والاجتماعية، وأنماط السلوك، بما في ذلك وقت الشاشة.
تأثير استخدام الوالدَيْن للشاشات في وجود الطفل
وفي دراسة بعنوان "استخدام الوالدين للتكنولوجيا في وجود الطفل وصحته ونموه في السنوات الأولى: مراجعة منهجية وتحليل تلوي"، نُشرت في مجلة " JAMA Pediatrics"، أجرى الباحثون مراجعة منهجية وتحليلًا تلوياً (إحصائياً لدراسات على مدى سنوات) للكشف عن العلاقة بين استخدام الوالدين للتكنولوجيا في وجود الطفل والنتائج المعرفية والنفسية والاجتماعية والسلوكية المبكرة، بما في ذلك وقت الشاشة، لدى الأطفال من سن الولادة وحتى 4.9 سنة.
تحليل 21 دراسة من 10 دول
شمل التحليل التلوي (الإحصائي) 21 دراسة شملت 14,900 مشارك من 10 دول. استخدمت معظم الدراسات تصاميم مقطعية، وأُجريت في دول مرتفعة الدخل. وطُبقت نماذج التأثيرات العشوائية لحساب أحجام التأثير المجمعة، باستخدام معاملات الارتباط لقياس الارتباطات بين وقت استخدام الهاتف المحمول (PTU) والنتائج.
أُجريت تحليلات إحصائية ذات دلالات وتوجهات للإدراك، واللغة، والسلوكيات الاستيعابية والخارجية، والسلوك الاجتماعي الإيجابي، والتعلق، ووقت استخدام الشاشة.
ارتباطات ضئيلة في الكم.. لكنها مؤثرة
كشف التحليل عن ارتباطات ذات دلالة إحصائية، وإن كانت ضئيلة، بين وقت استخدام الهاتف المحمول ونتائج محدّدة لدى الطفل، بما في ذلك الإدراك، والصحة النفسية الاجتماعية، ووقت استخدام الشاشة.
فقد ارتبط استخدام الآباء للشاشات بزيادة وقت استخدام الأطفال للأجهزة.
كما ارتبط وقت استخدام الهاتف المحمول لدى الآباء بانخفاض الأداء الإدراكي لدى الأطفال، وتراجع قدرتهم على التفكير والتعلم والتذكر واتخاذ القرارات، وضعف التعلق، حيث تصبح علاقة الطفل بوالديه أقل استقراراً وأماناً.
وشملت النتائج السلوكية زيادة في مشكلات التنشئة الداخلية لدى الطفل مثل القلق والاكتئاب، وزيادة في السلوكيات الخارجية المُخربة أو الضارّة كالتنمُّر، وانخفاض في السلوك الاجتماعي الإيجابي؛ كالمشاركة والتبرع والتعاون ومساعدة الآخرين.
ولم يُلاحظ أيّ ارتباطٍ ذي دلالة إحصائية بتطوّر اللغة، أو التشتّت أو المقاطعة.
أخبار متعلقة :