01 مايو 2025, 5:44 مساءً
استعرض الكاتب والمستشار الإعلامي جيلاني بن شايق الشمراني أبرز التحولات التي شهدتها المملكة، مؤكدًا أن ما تحقق لا يُختصر في أرقام وإنجازات فقط، بل يُمثل تحولًا حضاريًا شاملًا أعاد تشكيل الإنسان السعودي والمكان الذي يحتضنه.
وأوضح الشمراني أن حديث سمو ولي العهد في انطلاقة الرؤية كان وعدًا يتحقق اليوم على أرض الواقع، مدعومًا بمؤشرات متقدمة ونجاحات نوعية في مختلف القطاعات.
واستذكر هنا حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما قال: “هدفي أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك.” واليوم، وقد عبرت الرؤية عامها التاسع، نرى بوضوح كيف تحوّل هذا الهدف إلى واقع ملموس، تُجسده إنجازات نوعية شملت مختلف القطاعات، ورسخت مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا.
وفي جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت يوم أمس برئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد المجلس أن الرؤية تمضي في مسارها الصحيح، وأن العديد من مستهدفاتها قد تحقّق قبل موعدها، ما يعكس فعالية الخطط، وقوة التنفيذ، وتكامل الأدوار بين مؤسسات الدولة والمجتمع.
وأضاف: إن تحدثنا على الصعيد الاقتصادي، فقد شهدت المملكة نقلة كبيرة تمثّلت في تنامي عدد المصانع إلى أكثر من 11,000 مصنع، مقارنة بـ7,206 مصانع عند إطلاق الرؤية. كما انتقلت المملكة إلى المركز الأول بين دول مجموعة العشرين في مؤشر ريادة الأعمال، في دلالة واضحة على البيئة الاستثمارية الجاذبة، وقد ساهم برنامج “جذب المقرات الإقليمية” الذي أطلقته وزارة الاستثمار بنهاية 2024م، بزيادة عدد الشركات بنسبة تصل إلى 14.2%، حيث بلغ عدد الشركات العالمية التي حصلت على تراخيص لفتح مقراتها الإقليمية في المملكة حتى نهاية العام الماضي 571 شركة، مما جعل من المملكة محورًا إقليميًا للأعمال والاستثمار.
وتابع: ولو تحدثنا عن قطاع السياحة، فقد تجاوز عدد الزوار الدوليين حاجز 100 مليون زائر في عام 2024، في إنجاز غير مسبوق تجاوز المستهدف قبل موعده، مدعومًا بإطلاق مشاريع نوعية كـالعُلا، والدرعية، والبحر الأحمر، ما عزز من تنويع الاقتصاد، ورفع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي.
وأكد أنه على صعيد تمكين المرأة، تحققت نقلة تاريخية بارتفاع نسبة مشاركتها في سوق العمل من 17% عام 2016 إلى أكثر من 36% بنهاية 2024. كما تبوأت المرأة السعودية مناصب قيادية في مجالات لم تكن متاحة سابقًا، وأسهمت بفعالية في التنمية، مما يعكس تحولًا اجتماعيًا ناضجًا تتشارك فيه جميع فئات المجتمع.
وواصل: في قطاعي التعليم والصحة، استمرت وتيرة التطوير بوتيرة متسارعة؛ إذ تم تحديث المناهج وربطها باحتياجات سوق العمل، وتوسيع برامج التدريب المهني والتقني، بالتوازي مع تحديث البنية التحتية الطبية، وإطلاق المنصات الرقمية الصحية، بما يعزز من جودة الحياة والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين.
وعلى جانب آخر، شكّل العمل التطوعي أحد أبرز مؤشرات نجاح الرؤية المجتمعية، حيث تجاوز عدد المتطوعين المليون متطوع قبل عام 2030، ما يعكس مدى ترسيخ ثقافة التطوع في المجتمع السعودي، ويؤكد نضوج الحس الوطني لدى المواطنين.
وأشار إلى أنه وتماشيًا مع التزاماتها تجاه البيئة والاستدامة، فقد أطلقت المملكة “مبادرة السعودية الخضراء” و**“الشرق الأوسط الأخضر”**، وسجّلت تقدمًا في إنتاج الطاقة النظيفة، وخفض الانبعاثات، وتوسيع المساحات الخضراء، بما يعكس إدراكًا عميقًا بأهمية التوازن بين التنمية الاقتصادية والبيئية.
وأبان أن ما تحقق خلال تسع سنوات من عمر الرؤية، ليس مجرد أرقام أو مؤشرات صاعدة، بل هو انعكاس حقيقي لرؤية طموحة، تقودها قيادة ملهمة، ويشارك في تحقيقها شعبٌ يمتلك الهمة والإرادة. فالمملكة اليوم لا تبني اقتصادًا متنوعًا فقط، بل تصوغ نموذجًا حضاريًا حديثًا، يرتكز على الإنسان، ويستشرف المستقبل.
وختم: ومع بقاء خمس سنوات على عام 2030، نؤمن بثقة أن القادم أعظم، وأن المملكة ماضية في ترسيخ مكانتها كأنموذج عالمي للنهضة الشاملة، والتنمية المستدامة، والتقدم المتوازن.
أخبار متعلقة :