غزة - وكالات: حذر مسؤول أممي من فظاعة الوضع في قطاع غزة، إذ عاد شبح المجاعة ليخيم على الفلسطينيين في ظل أزمة إنسانية دخلت أخطر مراحلها جراء الحرب المتواصلة وإغلاق المعابر.
وأشار مدير الاتصال لدى وكالة "الأونروا" جوناثان فاولر، في حديث صحافي أمس، إلى حقيقة نفاد المواد الغذائية بقطاع غزة على خلفية غلق إسرائيل المعابر كافة، مستخدمة الغذاء سلاحاً في الحرب المتواصلة منذ 19 شهراً.
وقال فاولر: "من الصعب إيجاد كلمات لوصف الوضع الراهن بغزة، وهو يفتقر إلى أدنى درجات الإنسانية".
90% من سكان القطاع يعانون سوء التغذية
من جهته، قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الأوضاع السوداوية الحالية في قطاع غزة لم يسبق أن وصلت إلى هذا المستوى.
وأضاف، في تصريح صحافي، أمس، إن 90% من سكان قطاع غزة يعانون من مستويات مختلفة من سوء التغذية، إذ يعاني عشرات الآلاف من الأطفال من سوء تغذية بدرجات حادة ومتوسطة وبسيطة، وهناك 60 ألف طفل منهم يعانون من فقر الدم الحاد، مشيراً إلى أن تسعة من كل 10 أطفال يعانون من مستويات مختلفة من سوء التغذية، ما أدى إلى ضعف مقاومتهم للأمراض، لافتاً إلى أن انتشار الأمراض مرتبط بسوء التغذية، وعدم وجود طعام، وعدم إدخال مكملات غذائية.
وبين أن قطاع غزة يشهد انتشاراً للأمراض، مثل الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والأمراض المعوية، والأمراض الصدرية، في ظل تلوث معظم مصادر المياه وعدم صلاحيتها للشرب، إضافة إلى ضعف البنية التحتية وانخفاض مقاومة السكان للأمراض بسبب سوء التغذية.
وقال، إن الآلاف من الفلسطينيين لا يجدون ما يأكلونه، متوقعاً أن تشهد غزة خلال الأيام المقبلة ظاهرة الجوع في مناطق واسعة من القطاع، وسط انهيار شبه كامل للأوضاع الإنسانية.
وأشار إلى أن إدخال المساعدات الغذائية بات أولوية قصوى، مشدداً على أن "الأونروا"، التي تُعتبر شريان الحياة لسكان القطاع، لم يعد لديها ما توزعه.
ووفقاً لأبو حسنة، تواصل وكالة " الأونروا" تقديم الخدمات المنقذة للحياة من خلال تشغيل تسع عيادات مركزية و50 عيادة متنقلة، حيث تعالج يومياً نحو 18 ألف فلسطيني، كما تستمر عمليات جمع النفايات رغم النقص الحاد في الوقود الذي ينفد بصورة متسارعة.
وأكد أن نحو 95% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الإنسانية، محذراً من أن نفاد هذه المواد يهدد بحدوث كارثة إنسانية واسعة النطاق.
ولفت أبو حسنة إلى أن الوكالة تواجه أيضاً صعوبات كبيرة بسبب القيود على الحركة، حيث صنفت نحو 70% من مساحة القطاع مناطق خطرة أو مناطق نزوح، ما حصر السكان في مساحة لا تتجاوز 100 كيلومتر مربع.
وشدد أبو حسنة على أنه لا بديل أمام وكالة "الأونروا" والمنظمات الأخرى سوى وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات.
يأتي ذلك، في وقت حذر فيه مسؤول أممي من فظاعة الوضع في قطاع غزة، إذ عاد شبح المجاعة ليخيم على الفلسطينيين في ظل أزمة إنسانية دخلت أخطر مراحلها جراء الحرب المتواصلة وإغلاق المعابر.
معظم التكيات بغزة ستتوقف خلال أيام
من جهتها، قالت شبكة المنظمات الأهلية "إن معظم التكيات العاملة في قطاع غزة، ستتوقف عن العمل خلال أيام، بسبب نفاد المواد الغذائية من المؤسسات الإغاثية، ما يعني حرمان عشرات الآلاف من الأسر من الوجبة اليومية الوحيدة".
وأوضح رئيس الشبكة أمجد الشوا أمس، أن برنامج الغذاء العالمي وزع ما لديه من مواد غذائية على التكيات والمطابخ المجتمعية، مبيناُ أن هذه التكيات تعمل بشكل مضاعف، من أجل الاستجابة لاحتياجات المواطنين.
وأضاف إن هذه التكيات تقدم وجبة واحدة في اليوم يستفيد منها نحو 40 - 45% من الأسر، وهذه النسبة بدأت في تناقص جراء نفاد المواد الغذائية، بالإضافة لتعرّض العديد من التكيات للقصف الإسرائيلي.
ولفت إلى أن المخابز العاملة في قطاع غزة أغلقت في نهاية شهر آذار الماضي بسبب نفاد الطحين ونقص الوقود.
وأشار إلى أنه ما تبقى من دقيق، هو ما تم توزيعه من خلال "الأونروا" وبرنامج الغذاء العالمي للأسر، مبيناً أن الدقيق ينفذ بشكل كبير جداً.
كما قال الشوا: "إن حصة الفرد كانت قبل أيام أقل من رغيف يومياً؛ الآن الحصة بدأت تتناقص بشكل كبير جداً".
وحذر بالقول: "نحن أمام مشهد صعب جداً فيما يتعلق بالمجاعة، حيث بدأت تنتشر وعشرات الآلاف من الأطفال يعانون من عوارض سوء التغذية".
وذكر أن ما تبقى من المنظومة الطبية لن يكون قادراً على التعامل مع هذا الواقع الصعب؛ في ظل نفاد الأدوية والمعونات الطبية والمكملات الغذائية.
وعلى صعيد أزمة المياه، أفاد بأن قطاع غزة أمام أيام صعبة فيما يتعلق بالقدرة على توفير المياه، وبخاصة مع النفاد المستمر للوقود.
وأضاف: "نحن الآن في مرحلة تقشف فيما يتعلق بالوقود الموجود أكثر من أي فترة سابقة، والآن الوقود هو مخصص للمستشفيات وآبار المياه، وهذا الوقود سينفذ خلال الأيام القليلة القادمة".
ونبّه الشوا إلى أن الشعب الفلسطيني، أمام مشهد هو الأخطر في تاريخ قطاع غزة، فيما يتعلق بالكارثة الإنسانية المعقدة من قصف وقتل ومرض وجوع وعطش.
أخبار متعلقة :