كتب محمد بلاص:
دخل العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، أمس، يومه المائة وسط ارتفاع في أعداد النازحين من المخيم ومحيطه إلى أكثر من 22 ألف نازح، والقضاء على كل مقومات الحياة، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الرابع والتسعين، وعلى مخيم نور شمس شرقا لليوم الواحد والثمانين.
وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين في بيان، إن جيش الاحتلال واصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم المائة وسط حصار مطبق وعمليات تدمير متواصلة، ودمار واسع طال المنازل والبنية التحتية، وتسبب في موجات نزوح جماعية.
وأشارت إلى أن الأيام الأخيرة شهدت خطوات تصعيدية إضافية للاحتلال، من بينها تركيب بوابات حديدية عند مداخل المخيم الذي حول ما تبقى من مساكنه إلى مراكز رماية وتدريب بعد إجبار جميع ساكنيه على النزوح منه بقوة السلاح.
وقدرت اللجنة، خسائر المدينة نتيجة هذا العدوان المستمر بحوالى 300 مليون دولار، شملت أضرارا واسعة في البنى التحتية والممتلكات، فيما تعرضت نحو 300 وحدة سكنية للتدمير الكامل، و800 وحدة لأضرار متفاوتة، فيما طالت الأضرار جميع المنازل والممتلكات، مع تدمير شبه كامل للبنية التحتية، وسط استمرار الحصار العسكري ومنع الدخول أو الخروج من المخيم، بينما جرى هدم 15 مبنى بشكل كامل تركزت غالبيتها في حي "الهدف" والحي الشرقي.
وذكرت، أن جيش الاحتلال أجبر ما لا يقل عن 790 عائلة على النزوح القسري من المدينة، وتم إخلاء 380 مبنى من سكانها، فيما لا تزال عائلات المخيم تغادره قسراً دون إمكانية العودة، وسط تقديرات بارتفاع عدد النازحين إلى أكثر من 22 ألف شخصا.
وأضافت اللجنة، "اقتصاديا، تعيش المدينة حالة شلل شبه تام، لا سيما في أحيائها الغربية، حيث توقفت العديد من الأنشطة التجارية، وتفاقمت الخسائر الاقتصادية بشكل ملحوظ، فيما بلغت حالات الاعتقال التي شهدتها مدينة ومخيم جنين منذ بداية العدوان الواسع، 318 حالة، إلى جانب إخضاع العشرات للتحقيق الميداني".
وفي ساعات الصباح، قالت اللجنة الإعلامية، إن جرافات الاحتلال نفذت عمليات تجريف للشوارع ومرافق البنية التحتية في الحي الشرقي من المدينة، ضمن حملة استهداف ممنهجة للمناطق السكنية.
وتابعت، "شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات، فجراً، أسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين من جنين، من بينهم الصحافي علي سمودي، بعد اقتحام منزله في حي الزهراء، والدكتورة شيماء أبو غالي من منزلها في مدينة جنين، والتي ارتقت والدتها قبل عدة أشهر، وأشقاؤها أسرى في سجون الاحتلال، إلى جانب المحامي جهاد محمد حوشية بعد اقتحام شقته السكنية قرب مسجد طوالبة في محيط مخيم جنين".
من جهته، قال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن قوات الاحتلال أجبرت منذ بداية العدوان حتى الآن 790 عائلة على النزوح من مساكنها في المدينة، حيث تم إخلاء 380 مبنى من سكانها، في المدينة وحدها، فيما لا تزال عائلات المخيم تنزح منه وتمنع من العودة إليه.
بدوره، قال محمد سمودي، نجل الصحافي علي سمودي، إن قوات الاحتلال دهمت عند الخامسة فجراً منزل والده في حي "الزهراء" قرب مخيم جنين، وأخضعته للتحقيق الميداني لأكثر من نصف ساعة، بالتزامن مع تفتيش غرف المنزل والعبث بمحتوياتها وتخريب بعضها، ثم اقتادته إلى إحدى الآليات العسكرية بعد إجباره على خلع ملابسه، ونقلته إلى جهة مجهولة.
وأضاف سمودي، إن والده يعاني من عدة أمراض من بينها القلب والسكري، وسبق أن أصيب عدة مرات برصاص جيش الاحتلال، وهو بحاجة إلى متابعة طبية ورعاية صحية.
وفي طولكرم، أفاد شهود عيان بأن جرافات للاحتلال أقدمت على تدمير مقسم الهواتف الأرضية قرب ديوان آل سيف في ضاحية ذنابة شرق المدينة، وتجريف الشارع الرئيس في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال دهمت عدداً من منازل المواطنين في الحي الشرقي ومحيط كراج فرعون بالحي الجنوبي بالمدينة، وعبثت بمحتوياتها وخربتها، في مشهد بات متكررا ضمن حملات المداهمات والتفتيش التي تستهدف الأهالي دون مبرر.
وشهدت منطقة جبل إسكان الموظفين في ضاحية إكتابا المقابلة لمخيم نور شمس، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، انتشاراً كثيفاً لفرق المشاة، بالتزامن مع إطلاق كثيف للقنابل الصوتية.
وواصلت قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة، إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها، وتخريب محتوياتها وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب والاعتقال.
وأجبر جنود الاحتلال طواقم الهلال الأحمر على استخدام مركبات الإسعاف كحواجز عسكرية على طريق مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وعندما رفضت الطواقم الامتثال للأوامر، أشهر عليهم جنود الاحتلال أسلحتهم.
ويشهد مخيما طولكرم ونور شمس ومحيطهما، انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال وسط إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الصوت مع سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى، تزامنا مع حصارها المشدد عليهما وإغلاق مداخلهما بالسواتر الترابية، وما يرافقه من مداهمات للمنازل وتخريبها، وإجبار من بقي من السكان على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.
أخبار متعلقة :