الكويت الاخباري

أطفال غزة.. أكثر الجرحى الذين تعرضوا للحروق نتيجة القصف - الكويت الاخباري

 

كتب خليل الشيخ:

 

"كنا قاعدين بالدار وفجأة انفجر صاروخ بالدار اللي جنبنا بس النار ولعت وانحرقت" هكذا قالت الطفلة "نرمين" (14 عاماً) عند سؤالها حول كيفية إصابتها بالحروق التي طالت وجهها وبعض الأجزاء من جسدها.
وتضيف لـ"الأيام" وهي تستعد للمراجعة في عيادة تابعة لمنظمة دولية، بمدينة غزة "هالقيت صارلي حوالي تلات أسابيع براجع وبكل مرة بقولوا في تحسن"، مشيرة إلى أنها تشعر بألم شديد في كل مرة يتم فتح جروحها لتجديد الضمادات.
وتعاني الطفلة "نرمين" من حروق وصفت بأنها من الدرجة الثانية في وجهها وساقيها وذراعيها.
وتكتظ العيادة التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" بالعشرات من المصابين بحروق مختلفة الدرجات، وجميعها ناجمة عن حوادث قصف جوي أو مدفعي تقوم به قوات الاحتلال بغزة.
وبدا أن غالبية المراجعين من الأطفال الذين حضروا بمرافقة ذويهم، فمنهم من يستخدم أدوات مساعدة كالعكاكيز أو الكراسي المتحركة وآخرون يخفون أثر الحروق بقطع قماشية لكن جميعهم كانوا يعانون ويتألمون بشدة.
"مش مهم الألم والوجع المهم مضلش هيك مشوهة وكمان يقولوا عني محروقة" قالت، "نريمن" وهي تحاول إخفاء التشوهات الواضحة تماماً على وجهها.
وتضيف، "وين ما أروح بلاقي اثر الحرب على وجهي والكل يعرف إني محروقة بس اللي بخفف عني انو الدكاترة قالولي راح تشفي تماما مع مرور الوقت".
يذكر أن قوات الاحتلال تعمدت خلال الأسابيع الماضية تكثيف حدة القصف واستخدام قنابل تسبب اشتعال حرائق سواء في المنازل أو الخيام، ما سبب احتراق أجساد الشهداء والجرحى.
ويقول مصدر من العيادة فضل عدم نشر اسمه، "هؤلاء الجرحى الذين تكتظ بهم العيادة جميعهم أصيبوا بحروق نتيجة حوادث القصف الإسرائيلي ومن النادر من يصل نتيجة حروق بحوادث منزلية".
ويضيف لـ"الأيام"، "بداخل العيادة نقوم باستقبال الحالات الطارئة والعادية وهناك قسم للعمليات الجراحية وأخرى للمراجعة اليومية"، مشيراً إلى أن الأسابيع الماضية خصوصاً بعد استئناف العدوان في الثامن عشر من الشهر الماضي، شهدت زيادة في وصول الأطفال الجرحى المصابين بتشوهات وحروق.
وتخصص منظمة "أطباء بلا حدود" غالبية عملها الطبي في العناية بآثار الحروق والكسور التي تسببها اعتداءات قوات الاحتلال.
وقال بيان عن المنظمة صدر قبل يومين فقط، إنه تم إجراء نحو 1000 عملية جراحية منذ شهر أيار من العام الماضي، وقد شكل الأطفال نسبة 70% من أصحاب العمليات لا سيما الأطفال دون الخامسة من أعمارهم.
وأضاف البيان، إن حروق الجرحى تتطلب عناية ورعاية يومية لتغيير الضمادات، فضلاً عن تلقي خدمات العلاج الطبيعي وإدارة الألم نفسياً.
تقول الطفلة "نرمين" ذات العينين الواسعتين، إن الاهتمام الذي تشعر به كلما حضرت إلى العيادة يشجعها على الاستمرار رغم قرارها بالاحتجاب عن الناس في الحياه العامة تجنباً للإحساس بالشفقة أو التنمر.
يذكر أنها كانت أصيبت بحالة من الانهيار والصدمة فور مشاهدتها لوجهها بعد الأيام الأولى من إصابتها، بحسب عمتها التي رافقتها بداخل العيادة، مؤكدة أن حالتها في تحسن مستمر، ليس فقط من الناحية الجسدية بل من الناحية النفسية أيضا.
وفي السياق، جاء في بيان المنظمة الدولية أن الحصار الراهن المفروض منذ نحو شهرين تسبب بانقطاع الإمدادات الطبية ونقص في مسكنات الآلام التي يحتاجها هؤلاء الجرحى وكذلك النقص في الغذاء السليم والكافي يقلل من سرعة الشفاء، حيث يحتاج صاحب الحروق بمضاعفة السعرات الحرارية اليومية لالتئام جروحه والتغلب على الحروق.

 

أخبار متعلقة :