26 أبريل 2025, 9:14 صباحاً
توصّل باحثون من جامعة كوبنهاغن إلى طريقة مدهشة لتحويل الخلايا الجذعية إلى نسخٍ أكثر شباباً وحيوية عبر تعديلٍ بسيطٍ في نظامها الغذائي.
ويحمل هذا الاكتشاف، الذي قد يبدو للوهلة الأولى بسيطاً، في طياته إمكانات هائلة لعلاج عديدٍ من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وخلل الوظائف الخلوية.
تعتمد التقنية الجديدة على تغييرٍ جذري في نوع السكر الذي تتغذّى عليه الخلايا الجذعية الجنينية، حيث يتم استبدال الجلوكوز التقليدي بالجالاكتوز.
وهذا التحوُّل الغذائي البسيط يؤدي إلى سلسلة من التغيرات الأيضية العميقة داخل الخلية، تجعلها تتحوّل من الاعتماد على المسار الأيضي المعتاد إلى مسارٍ أكثر كفاءةً يُعرف بالفسفرة التأكسدية (مسار استقلابي يستخدم الطاقة الناتجة من الأكسدة للمواد الغذائية لإنتاج ادينوسين ثلاثي الفوسفات).
ووفق "Interesting Engineering" كانت النتائج مذهلة بحق، حيث تحوّلت الخلايا إلى ما يشبه "الخلايا الفائقة" التي تتمتع بمستويات غير مسبوقة من الحيوية والصحة، مع قدرة متزايدة على التخصص إلى أنواع مختلفة من الخلايا كخلايا الكبد أو الأعصاب، إضافة إلى مقاومة أكبر للتلف مع مرور الوقت.
ويشرح البروفيسور جوشوا بريكمان؛ الباحث الرئيس في الدراسة، أن الجانب الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو أنه لا يقتصر على تحسين قدرة الخلايا على التخصُّص فحسب؛ بل يمتد إلى الحفاظ على صحتها وحيويتها فترات أطول بكثير مقارنة بالخلايا المزروعة بالطرق التقليدية. والأهم من ذلك، أن هذه النتائج المذهلة تمَّ تحقيقها دون اللجوء إلى تقنياتٍ معقدة، مثل التعديل الجيني؛ ما يجعل هذه الطريقة أكثر أماناً وأسهل في التطبيق السريري.
ويشير الباحثون إلى أن التطبيقات المحتملة لهذا الاكتشاف واسعة ومتنوّعة، حيث يمكن أن تُسهم في تحسين معدلات نجاح عمليات أطفال الأنابيب من خلال تعزيز قدرة الأجنة على الانغراس في الرحم. كما تفتح الباب أمام علاجات جديدة لأمراض الشيخوخة المستعصية، مثل: باركنسون، وهشاشة العظام، وفشل القلب؛ من خلال توفير خلايا متجدّدة قادرة على استبدال الأنسجة التالفة.
وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، إلا أن الباحثين ما زالوا يواصلون العمل لاستكشاف إمكانية تطبيق هذه التقنية على أنواعٍ أخرى من الخلايا، وفهم الآليات الجزيئية الدقيقة التي تقف وراء عملية التجديد الخلوي هذه. إذا ما تكللت هذه الجهود بالنجاح، فقد نكون على أعتاب ثورة حقيقية في مجال الطب التجديدي، تمكننا من إعادة برمجة خلايانا لمقاومة الشيخوخة وعلاج الأمراض المستعصية بمجرد تعديلٍ بسيطٍ في نظامها الغذائي.
أخبار متعلقة :