•• في دنيانا قديماً وحديثاً؛ هناك فينا من هو في دوامة نفس مرتعشة لا يبتعد عنه «الفقر» إلا أمتاراً، ولكن رائحة التقوى تفوح من عمق عَوَزِه.. يراوغ ألم الحياة ومتاعبها باللجوء إلى خالقه سبحانه.. وحين فاح غِناه بنى قصوراً على رقاب الأزاهير، فغرق في متاع الحياة.. لم يعيَ كيف يفرد قلبه إلى السماء؛ فصارت روحه الإيمانية نائمة لا يستطيع إيقاظها من سباتها.
•• من يعش لحظات خدر بعد إنعام الله عليه؛ فقد وقَّع عقد احتكار مع موجات الحياة المبهمة.. ومن يفضل الاستمرار في حياة الكِبر على الناس، والكبرياء على النعمة؛ فمحصلته النهائية التعاسة المخجلة في رحلة حياة لا تنتهي.. ومن لا تجبره نفسه على تغيير نظرته السلبية للحياة؛ فسيعيش حياة حارقة ينتهي به الحال إلى اللا شيء.. فالموت والقدر يأتيان فجأة كلمح البصر.
•• هؤلاء هم الذين تتقاذفهم الرياح الهوجاء في محيط الحياة.. يرون طلقات الرصاص تنطلق من الألسنة صوبهم، ولكن أعينهم الواسعة لا ترى إلا الضِفاف النائية.. وصلوا للشيخوخة وما زالوا يبحثون عن مقعد حياة.. هؤلاء كالقهوة الصايدة عند أهل البادية؛ حين تدنسها حشرات البَّر؛ تصبح كريهة لا رغبة لها.. أما عندما كانت طاهرة محضَّرة بتركيز عالٍ ونهكة قوية؛ فطعمها حلو لذة للشاربين.
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :