الكويت الاخباري

هاليفاكس الكندية.. مرافئ الإبحار عبر التاريخ - الكويت الاخباري

على الرغم من ناطحات السحاب العصرية التي ترتفع في سماء مدينة هاليفاكس، فإن مشهد المدينة لا يزال تهيمن عليه قلعة على شكل نجمة تعلو قمة تل ويعود تاريخها إلى عام 1856، ما يجعلها تحتفظ بلمسة تاريخية وسط المدنية. واليفاكس لا تقتصر أهميتها على أنها عاصمة المقاطعة الكندية «نوفا سكوشا»، بل هي أيضاً المركز التجاري للمقاطعات البحرية في كندا، فضلاً عن كونها مركزاً مهماً للأبحاث، حيث تضم ما لا يقل عن ست جامعات وكليات. ويقع ميناؤها الطبيعي الجميل في ساحل المحيط الأطلسي، وتقع على طول امتداده أرصفة ومرافئ ومنتزهات مناطق صناعية.

تتميز المدينة بأنها نقطة ربط بحري، ولا يزال الميناء وتاريخه يشكلان الحياة في المدينة، حيث يلاحظ الزائر أن العديد من الأنشطة السياحية والترفيهية في هاليفاكس مرتبط بطريقة ما بالبحر، كالفعاليات المملوءة بالموسيقى البحرية، والمتاحف والمعالم السياحية ذات العلاقة بالبحر وتاريخه ومغامراته. وهناك الكثير من الأماكن والأشياء التي لا يجب تفويتها عند زيارة هاليفاكس.

رحلة نهارية إلى خليج بيغي

خليج بيغي، أو «بيغي كوف»، مجتمع ريفي صغير يقع في الشاطئ الشرقي لخليج سانت مارغريتس على ساحل المحيط الأطلسي الوعر، على بُعد 43 كيلومتراً جنوب غرب مدينة هاليفاكس، والمشهد هناك لوحة خلابة لمنازل ملونة تتلألأ على صخور الجرانيت على طول خليج ضيق تلاطمه الأمواج.

وفي يوم مشمس هادئ، تبقى المياه هناك خطرة وعرضة للأمواج العاتية، لذا يجب الانتباه للعلامات والابتعاد عن الصخور المبتلة.

وتعلو تلك القرية منارة بيجي كوف التي تزين هذا المشهد الخلاب، وهي من أبرز معالم نوفا سكوشا، وربما أكثر المنارات في كندا تصويراً، ونظراً لشعبيتها يُتوقع أن تجد المكان مكتظاً بالسياح، لذلك حاول الوصول إليها في وقت مبكر من النهار أو في وقت متأخر من بعد الظهر، بعد مغادرة حافلات الرحلات السياحية.

التجول في متنزه بوينت بليزانت

من أروع الأماكن للتنزه في مدينة هاليفاكس، متنزه بوينت بليزانت الواقع في أقصى جنوب شبه جزيرة المدينة، وتتميز هذه المنطقة الطبيعية بأشجارها الباسقة ومساراتها المتعرجة وإطلالاتها الخلابة على الميناء وعلى الخليج الصغير «نورث ويست آرم».

ويضم المنتزه العديد من المعالم التاريخية وبقايا الحرب، أما برج أمير ويلز، ذلك البرج الحجري الدائري الذي بناه الأمير إدوارد عام 1796، فهو أول برج من نوعه في أمريكا الشمالية والنموذج الأولي لبرج مارتيلو.

وكانت الفكرة الأساسية هي الجمع بين سكن للجنود ومخزن ومدفع في وحدة قادرة على الدفاع عن نفسها، محاطة بجدران حجرية سميكة للغاية، مع إمكانية الوصول فقط عن طريق سلم قابل للسحب إلى الطابق الأول.

رحلة بحرية في المرفأ

عبّارة هاليفاكس-دارتموث، أقدم عبّارة مياه مالحة في أمريكا الشمالية، كما أنها ثاني أقدم عبّارة بالعالم، بعد عبّارة ميرسي في ليفربول، إنجلترا، وكانت في السابق الوسيلة الوحيدة للوصول بين هاليفاكس ومدينة دارتموث، على الجانب الآخر من الميناء، ولا تزال أسرع طريق. وأثناء التواجد في دارتموث يوصى بزيارة منزل كويكر، وهو المسكن الوحيد المتبقي لصائدي الحيتان الكويكرز الذين استقروا في دارتموث عام 1785، ويفتح المنزل أبوابه عادةً من يونيو إلى أغسطس. ومن المعالم الأخرى التي تستحق الزيارة متحف شيرووتر للطيران الذي تم تجديده وإعادة افتتاحه مؤخراً، ويضم طائرات قديمة مُرممة بشكل جميل، وتذكارات طيران، وجهاز محاكاة طيران، حيث يمكنك تجربة مهاراتك بالطيران. ومن كان حُلمه أن يصبح قُبطاناً بحرياً ولم يحالفه الحظ في تحقيق حلمه، فإن هاليفاكس تجعله يعيش التجربة.

المتحف البحري الأطلسي

يطل المتحف البحري للمحيط الأطلسي على ميناء هاليفاكس، وينقل تجربة البحر إلى داخله من خلال مجموعته من السفن الصغيرة، ونماذج السفن، والصور، وتحف التاريخ البحري، ومن أشهر معروضاته كارثة السفينة التاريخية تيتانيك ودور هاليفاكس كميناء نُقل إليه الناجون.

وتم تخصيص المعروضات للحياة البحرية والسفن التاريخية، وبناء القوارب الصغيرة، وقوافل الحرب العالمية، وتاريخ الإبحار حتى عصر السفن البخارية، إضافة إلى أحداث تاريخية مثل انفجار هاليفاكس عام 1917 الذي دمّر المدينة. ولا يقتصر المتحف على المعروضات الجامدة، بل يضمّ عدداً من الأنشطة التفاعلية والبرامج الفنية والمسرحية.

وللمهتمين بمأساة تيتانيك، يُنصح بزيارة مقبرة فيرفيو لاون، حيث تُشير أحجار الجرانيت البسيطة إلى مدافن ضحايا الكارثة، ويُخلّد نصب تذكاري أحد الضحايا، المسمى «الطفل المجهول»، الذي تم انتشاله من البحر. ولم يتم التعرف على هوية الصبي نهائياً إلا عام 1912.

معرض نوفا سكوشا للفنون

في وسط مدينة هاليفاكس يُعد معرض نوفا سكوشا للفنون أكبر متحف فني في المقاطعات الأطلسية، ويضم المتحف مجموعة دائمة من الفنون البصرية من المقاطعات البحرية ومن حول العالم، تضم أكثر من 13,000 قطعة فنية.

ويركز أحد المعارض بكامله على أعمال الفنانة الشعبية النوفا سكوشية، مود لويس، ويشكل جزءٌ من مجموعة المعرض منزلها الضخم المُزيّن بلوحات نابضة بالحياة. كما يضمّ المعرض معارضَ مؤقتة رائعة تستكشف مواضيعَ متنوعةً مثل بطاقات المعايدة للفنانين أو الأعمال الفنية الجديدة في المقاطعة.

أخبار متعلقة :