كتب عيسى سعد الله:
خلف قصف طائرات الاحتلال على بلدة جباليا بمئات القذائف والغارات الجوية العنيفة دماراً واسعاً واستشهاد وإصابة أعداد كبيرة من المواطنين لا تزال جثامين البعض منهم ملقاة في الشوارع لا يستطيع أحد الوصول إليهم بمن فيهم طواقم الإسعاف.
ومن تمكن من الخروج نجا من الموت بأعجوبة بعد أن دكت المدفعية جميع أرجاء البلدة وخصوصاً حي النزلة غرب المدينة بقذائف المدفعية لأكثر من سبع ساعات متواصلة بدأتها في الساعة الواحدة فجراً وحتى الساعة الثامنة صباحاً سبقتها بسلسلة غارات جوية عنيفة طالت عدداً كبيراً من البنايات المرتفعة المسكونة والمخلاة من أصحابها.
ورغم عدم تقدم الدبابات والقوات البرية إلى غرب المدينة إلا أن الطائرات المسيرة التقليدية وطائرات الكواد كابتر المسلحة تكفلت بمراقبة الأجواء وإطلاق النار والصواريخ على كل شخص يتحرك داخل أزقة وشوارع البلدة التي فقدت أكثر من 90% من منازلها التي دمرتها قوات الاحتلال بشكل كامل.
وارتقى عدد من المواطنين شهداء عندما حاول البعض منهم العودة لمنازلهم بعد ظهر أمس، لإخراج بعض الأمتعة والمقتنيات المهمة كما هو الحال مع المواطن جهاد السيلاوي ومحمود عسلية وعبد الداعور الذين سقطوا خلال محاولتهم الوصول إلى منزلهم في وسط البلدة.
واستشهد هؤلاء برفقة مواطن رابع بقي مجهول الهوية خلال عبورهم لشارع حيفا الذي يفصل وسط البلدة عن حي النزلة ولا تزال جثامينهم ملقاة في شارع الجرجير المحاذي لسوق البلدة من الجهة الجنوبية.
وتتعرض مربعات البلدة لقصف مدفعي متقطع وكذلك لغارات بين الحين والآخر رغم إخلائها من السكان بعد شهر ونصف الشهر من الاجتياح البري وإعلان الاحتلال عن البدء بتنفيذ عملية عسكرية عميقة في البلدة.
وأفاد شهود عيان لـ"الأيام" بأن شدة الدمار غيرت معالم البلدة وأغلقت جميع طرقها بما يعرقل ويحد من قدرة سيارات الإسعاف على التحرك.
وأوضح هؤلاء أن البلدة لا تصلح للسكن بعد أن تم تدمير شبكات المياه التي نجت من الاجتياحات السابقة وكذلك شبكة الطرق التي امتلأت بركام المنازل والبنايات المرتفعة.
وعبروا خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" عن صدمتهم لشدة الدمار الذي لحق بالبلدة.
وتحاصر قوات الاحتلال البلدة من الجهة الشرقية والشمالية والجنوبية والتي تشهد بدء عملية أخرى في حي التفاح المحاذي للبلدة من الناحية الجنوبية حيث يتركز الجهد العسكري لقوات الاحتلال في هذه المنطقة التي شهدت خلال الساعات الأخيرة قصفاً مدفعياً وجوياً عنيفاً جداً أدى إلى تهجير آلاف المواطنين بعد أن أنذرتهم قوات الاحتلال بضرورة إخلاء الحي فوراً والتوجه إلى جنوب القطاع وتحديداً إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
وبات معظم مناطق محافظتي غزة والشمال تخضع لأوامر إخلاء وسيطرة عسكرية إسرائيلية برية وجوية منذ عدة أسابيع وباستثناء الأحياء الغربية لمدينة غزة وبشكل خاص أحياء الشيخ رضوان والنصر والرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ تخضع جميع أحياء المدينة بالإضافة إلى جميع أنحاء محافظة شمال غزة التي تضم مخيم جباليا ومدينة جباليا النزلة وبلدات بيت لاهيا وبيت حانون وأم النصر إلى الاحتلال الكامل.
أخبار متعلقة :