الكويت الاخباري

الاحتلال يدمّر عشرات المربعات السكنية في جباليا - الكويت الاخباري

 

كتب عيسى سعد الله:


شهدت بلدة جباليا النزلة، شمال قطاع غزة، خلال الساعات الاثنتين والسبعين الأخيرة، هجوماً عسكرياً إسرائيلياً كاسحاً وعنيفاً، أدى الى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، وتدمير عدد كبير من المربعات السكنية.
ولم يتوقف الهجوم الإسرائيلي الذي قادته مجموعة كبيرة من الطائرات الحربية طوال الأيام الثلاثة الماضية،
وتركّز الهجوم على المنطقة الوسطى للبلدة وحي النزلة حيث دمرت طائرات الاحتلال عدداً كبيراً من البنايات المرتفعة.
واستهل الاحتلال توسيع عدوانه بعد ساعات محدودة من توقف عدوانه على إيران الذي استمر 12 يوماً، حيث زج بقوات كبيرة في قلب بلدة جباليا التي تتعرض المناطق الشرقية فيها لاجتياح منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.
وترافق التوسع في الهجوم مع غارات عنيفة وقصف مدفعي مكثف ومتواصل على مدار الساعة، طال جميع المناطق.
وشارك في الهجوم الى جانب الطائرات الحربية والمروحية والمسيّرة، أنواع جديدة من طائرات "كواد كابتر" لا يتجاوز طولها وعرضها المتر الواحد، ولكنها تحمل حاوية كبيرة من المتفجرات، الى جانب مدفع رشاش تستخدمه في عمليات القنص ومطاردة المواطنين، وإطلاق النار عليهم وهم داخل منازلهم. كما شاركت الزوارق الحربية في الهجوم على البلدة بشكل واسع.
وأنذرت قوات الاحتلال سكان جباليا منذ شهرين بإخلاء البلدة والتوجه الى الجنوب ومناطق غرب غزة، رغم أن معظم مناطق البلدة تعرضت لدمار هائل وواسع خلال فترة العدوان الممتدة منذ أكثر من 21 شهراً.
وشهدت الفترة الواقعة بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية ظهراً تدمير الاحتلال أكثر من ثمانية مربعات سكنية في حي النزلة غرب البلدة، عرف منها مربعان لعوائل أبو وردة والسرساوي ونصر والددا وقرفز وسعد الله وخلة وأبو سمرة.
وأحصى المواطنون تدمير أكثر من ستين منزلاً ما بين تدمير كلي او أضرار بليغة جداً، إضافة الى إلحاق أضرار كبيرة بعشرات المنازل الأخرى.
واضطرت مئات العوائل التي تبقت في أطراف البلدة إلى مغادرتها تحت النيران والقصف، الذي أدى الى استشهاد العديد منهم، عرف منهم أشرف دبة، ومحمد القيسي، وسامي وفؤاد ضميدة، وعبد أحمد نصر.
ولوحظ تكثيف الاحتلال من استخدام "الروبوتات" وناقلات الجند المفخخة والبراميل المفخخة في تدمير المربعات السكنية، خاصة في الفترة الممتدة من الساعة التاسعة مساءً وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، ما يؤدي الى إحداث دمار واهتزازات عنيفة تسمع في مختلف أنحاء محافظتي غزة والشمال.
وشوهد سيطرة قوات برية كبيرة من جيش على الاحتلال على التلال المرتفعة المحيطة بالبلدة من الناحية الشرقية، لاسيما تلال الريس والكاشف والإدارة المدنية، والتي تطل بشكل مباشر على جميع أرجاء البلدة وأحياء مدينة غزة المجاورة، خاصة حيي التفاح والشيخ رضوان.
ولم يتبق إلا عدد قليل من السكان في منازل تقع في الأطراف الغربية الجنوبية لبلدة جباليا الذين يتعرضون أيضاً لحملة تهديدات واسعة باستهدافهم إذا لم يخلوا منازلهم.
وتعتبر المنطقة الجنوبية الغربية لبلدة جباليا آخر منطقة في محافظة شمال غزة لم تتعرض للدمار الشامل والكامل خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي سبق دخول التهدئة حيز التنفيذ في التاسع عشر من شهر كانون الثاني الماضي، والذي امتد على مدار أكثر من أربعة أشهر، دمرت خلاله قوات الاحتلال الجزء الشمالي للبلدة بشكل كامل، الى جانب مخيم جباليا وأحياء تل الزعتر ومشروع بيت لاهيا، وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، إضافة الى قرية أم النصر "البدوية".
وحالياً تسيطر قوات الاحتلال بشكل كامل على جميع أرجاء محافظة شمال غزة، وتمنع المواطنين من الدخول أو الخروج منها، بعد أن أفرغتها من السكان، وأعدمت الحياة فيها، بما فيها القطاع الصحي والطبي والخدمي.

 

أخبار متعلقة :