شهدت مناطق واسعة في جنوب ووسط الصين، اليوم (الخميس)، فيضانات كارثية وصفت بأنها الأسوأ منذ عقود، نتيجة أمطار غزيرة استمرت لأيام، مما أدى إلى ارتفاع منسوب الأنهار وتدمير البنية التحتية ونزوح الآلاف.
وتركزت الفيضانات بشكل خاص في مقاطعة قويتشو، حيث أُجبر أكثر من 80 ألف شخص على الإجلاء بعد أن وصلت مياه الفيضانات إلى مستويات قياسية، حيث ارتفع منسوب نهر رونغجيانغ إلى أكثر من 837 قدمًا، وهو ما وصفه المسؤولون بـ«فيضان يحدث مرة كل 50 عامًا».
وأعلنت السلطات الصينية حالة الطوارئ القصوى في عدة مقاطعات، بما في ذلك قويتشو، آنهوي، خنان، هوبي، هونان، ومنطقة قوانغشي، بعد أن تجاوزت 31 نهرًا مستويات التحذير من الفيضانات، وفي مدينة تشونغتشينغ، غمرت المياه الطينية شوارع المدينة، وجرفت المركبات، بينما وصلت المياه في بعض المناطق إلى أعلى خطوط الكهرباء.
وتسببت الأمطار الغزيرة في انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة، مما أدى إلى تضرر الطرق والجسور وخطوط الكهرباء، وتكبدت خسائر اقتصادية مباشرة تُقدر بمليارات اليوانات، وفي قويتشو وحدها، تأثر أكثر من 600 ألف شخص، مع تسجيل أضرار واسعة في المحاصيل الزراعية والبنية التحتية.
وأعلنت السلطات الصينية مشاركة فرق الإنقاذ، بما في ذلك رجال الإطفاء والشرطة والجيش، في جهود مكثفة لإجلاء المتضررين وتوزيع المساعدات الإغاثية.
وأرجع خبراء الأرصاد الجوية هذه الفيضانات إلى تغير المناخ، الذي زاد من شدة وتكرار الأمطار الغزيرة في الصين، حيث أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيرات حمراء لتوقع استمرار الأمطار في الأيام القادمة.
وتُعد هذه الفيضانات جزءًا من موسم الأمطار السنوي الذي بدأ مبكرًا هذا العام في يونيو، مما زاد من التحديات التي تواجهها الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في مواجهة الكوارث الطبيعية.
وتُعد الصين واحدة من الدول الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية، خصوصا الفيضانات، بسبب موقعها الجغرافي وحجم سكانها الهائل الذي يتجاوز 1.4 مليار نسمة، وتشهد البلاد موسم أمطار سنوي من مايو إلى سبتمبر، غالبًا ما يؤدي إلى فيضانات مدمرة، خصوصا في المناطق الجنوبية والوسطى مثل حوض نهر اليانغتسي ودلتا نهر اللؤلؤ.
وفي عام 2024، سجلت الصين 25 فيضانًا كبيرًا في الأنهار الرئيسية، مع أضرار اقتصادية تجاوزت 27.8 مليار يوان (3.8 مليار دولار) بحلول يونيو 2024، وتأثر 13.74 مليون شخص.
تفاقمت هذه الكوارث بسبب تغير المناخ، الذي أدى إلى هطول أمطار أكثر كثافة وغير متوقعة، مما يضع ضغطًا هائلاً على أنظمة الدفاع ضد الفيضانات القديمة في الصين، وفي وقت سابق من هذا العام، شهدت مقاطعة قوانغدونغ فيضانات غير مسبوقة، حيث تم إجلاء أكثر من 110 آلاف شخص، وتضررت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية.
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :