الكويت الاخباري

إسرائيل والشرق الأوسط الجديد - الكويت الاخباري

«شرق أوسط جديد»، هذا المصطلح ردده نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين خلال الحرب القائمة حالياً بين إسرائيل وإيران. هو ليس مصطلحاً طارئاً على القاموس السياسي، لكن معناه يختلف لدى كل قائل، فأمريكا على سبيل المثال تريده رقعة شطرنج تحرك بيادقها وفق ما تمليه مصالحها حتى لو تطلب الأمر إشعال الحروب، بقية الدول الكبرى كروسيا والصين ورموز القارة الأوروبية تحرص على بقاء نفوذ لها والاحتفاظ بمصالح سياسية واقتصادية. المملكة ودول الخليج تريده «شرق أوسط ازدهار وتطور وتنمية واستقرار وأمن وسلام وعلاقات متوازنة تحترم سيادة الدول وتحقق المنافع للجميع»، لكن ما هو مفهوم إسرائيل للشرق الأوسط الجديد، أو ماذا تعني به؟

نستطيع استنتاج ذلك إلى حد كبير من الفكر السياسي الإسرائيلي منذ نشأة الكيان إلى الآن، والخطاب الذي يؤطره دائماً، والأحداث التي مرت بها المنطقة من حروب ونزاعات. فكر تختلط فيه وتحكمه الأساطير والوعود والأحلام والأوهام بحق إلهي أن تتسيد وتتوسع رغم أننا نعيش الآن في عالم تحكمه قوانين ومواثيق ومعاهدات دولية يُفترض أنها تراعي وتحترم سيادة الدول وحدودها وحقوقها الوطنية. إسرائيل إلى الآن تعيش على خرافة من النهر إلى النهر كحدود موعودة لها، وتستمر في تكريس وتصدير فكرة أن محيطها يريد إزالتها، ولذلك لا بد أن تحمي نفسها استباقياً كحق مشروع لها. لقد أدمنت حالة الحرب رغم مشاريع السلام التي تم تقديمها وما زالت ترفضها، وترفض حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على وطنه المغتصب.

من ضمن ما يعنيه الشرق الأوسط الجديد، بحسب مفهوم ورغبة إسرائيل، أن تكون القوة العسكرية الوحيدة المهيمنة فيه، تقرر ما تشاء وتعبث كما تشاء، وتتوسع كما تشاء. يرعبها أن تكون في المنطقة دول وتكتلات سياسية واقتصادية قوية ومستقرة؛ لأن ذلك يهدد أحلامها. هي تريد شرق أوسط جديداً بمواصفاتها ومقاييسها الفاسدة، والخطيرة، وهذا ما يجب التصدي له بكل الوسائل.

أخبار ذات صلة

 

أخبار متعلقة :