16 يونيو 2025, 11:33 صباحاً
بإصرار لا يعرف التراجع، وعزيمة تستمد قوتها من صلابة جبال طويق، يخوض الرحالة السعودي نايف شكري مغامرة وطنية فريدة، تمثلت في اجتيازه رحلته رقم 19 سيرًا على الأقدام، من جدة إلى جازان خلال 30 يومًا متواصلة، مرورًا بأكثر من 40 مدينة وقرية وهجرة، في تجربة وثّق من خلالها تاريخ وتراث المملكة من قلب الواقع الميداني.
وفي حديثه لبرنامج صباح السعودية، أوضح شكري أن رحلته، التي انطلقت في 19 مايو 2025، تهدف إلى تسليط الضوء على المقومات السياحية والثقافية والرياضية والتراثية للمناطق التي مر بها، مضيفًا: "عشتُ كل يوم في قلب حضارة.. لكل محافظة طابعها وجمالها وسحرها المختلف."
وأشار إلى أنه قطع خلال هذه الرحلة مئات الكيلومترات مشيًا، موثقًا كل محطة بعدسته، من الشواطئ البحرية إلى القرى التراثية، وحتى السفن الأثرية الغارقة قبالة سواحل القنفذة، والتي غاص لتصويرها تحت الماء بالتعاون مع مركز غوص متخصص، ليمنح المتابعين تجربة بصرية تنقلهم إلى قلب المشهد.
وأكد شكري أن كل رحلة يُخطط لها بعناية، من حيث المسار والجهد البدني اليومي، قائلاً: "أحيانًا أقطع أكثر من 40 كيلومترًا في اليوم، ولا أسمح لنفسي بالتأخر عن الجدول.. بل أحرص دائمًا على التقدم."
وأضاف: "ما إن أقترب من إحدى المحافظات، حتى أجد أهلها بانتظاري قبل عشرات الكيلومترات، يستقبلونني بحفاوة وكرم لا يُنسى، بل إن بعض المتابعين يقطعون مئات الكيلومترات فقط لالتقاط صورة تذكارية معي."
وحول التحديات التي واجهته، لفت إلى أن الطريق الساحلي كان مليئًا بالغبار والتقلبات المناخية، إلا أنه استلهم العزم من كلمات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "همة السعوديين مثل جبل طويق، لا تنكسر إلا إذا انهد الجبل وتساوى بالأرض"، مشيرًا إلى أن هذه الكلمات كانت وقودًا لعزيمته في كل مرحلة.
وليست هذه الرحلة سوى محطة في مسيرة طويلة، إذ سبقها 18 مغامرة مماثلة قطع خلالها أرجاء شبه الجزيرة العربية سيرًا على الأقدام، ضمن مشروع توثيقي شامل يُبرز الوجه الحقيقي للمملكة، أرضًا وشعبًا وتاريخًا.
أخبار متعلقة :