16 يونيو 2025, 7:46 صباحاً
اهتزت مدينتا تل أبيب وحيفا الإسرائيليتان فجر اليوم (الاثنين) على وقع ضربات صاروخية إيرانية مكثفة، أدت إلى تدمير أبنية وإصابات واسعة، بينما أودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل وجرحت أكثر من مئة آخرين، وهذه الهجمات، التي جاءت رداً على ضربات إسرائيلية سابقة استهدفت برامج طهران النووية والصاروخية الباليستية، أثارت قلقاً دولياً عميقاً ودفع قادة مجموعة السبع، المجتمعين في جبال روكي الكندية، إلى التحذير من أن هذا التصعيد قد يفضي إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً يهدد الاستقرار العالمي.
دمار واسع
وكشف الحرس الثوري الإيراني عن استخدام أسلوب جديد في هذه الهجمات، يقوم على إرباك أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات، والسماح للصواريخ الإيرانية بتحقيق إصابات دقيقة في أهدافها، في المقابل، لم يصدر تعليق فوري من جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما أعلنه الحرس الثوري الإيراني، لكن المسؤولين الإسرائيليين سبق أن أقروا بأن منظومتهم الدفاعية "القبة الحديدية" ليست فعالة بنسبة 100%، محذرين من أيام صعبة قادمة، وفقًا لـ"رويترز".
وتسببت الضربات في دمار واسع، حيث دمرت عدة مبانٍ في أحياء تل أبيب المكتظة بالسكان، على بعد أمتار قليلة من فرع السفارة الأمريكية في المدينة، والتي تعرضت لأضرار طفيفة دون إصابة أي من موظفيها، ويصف سكان تل أبيب مشاهد الرعب والدمار، منهم الطاهي غويدو تيتلباوم الذي دمرت شقته بالكامل، معبراً عن خوفه من المجهول ومصير الصراع الذي قد يتفاقم، كما استهدفت الصواريخ مناطق حيوية مثل سوق الكرمل الشهير في تل أبيب، وشارعاً سكنياً في بتاح تكفا المجاورة، ومدرسة في مدينة بني براك اليهودية الأرثوذكسية المتشددة.
أهداف القمة
وعلى الصعيد الدولي، احتل الصراع الإسرائيلي الإيراني صدارة أجندة قادة مجموعة السبع في اجتماعهم بكندا، وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن أهداف القمة تشمل منع إيران من تطوير أو امتلاك أسلحة نووية، وضمان حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، وتجنب تصعيد الصراع، وفتح المجال للدبلوماسية، وفي واشنطن، كشف مسؤولان أمريكيان أن ترامب استخدم الفيتو ضد خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، في حين رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق على هذه التقارير، مؤكداً "نفعل ما علينا فعله".
ويستمر التوتر في المنطقة في التصاعد، حيث أشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي، لكنه نفى المزاعم الإيرانية بمشاركة الولايات المتحدة، محذراً طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافاً أمريكية، وقد أشار مسؤولان أمريكيان إلى أن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل، ويرى الرئيس الأمريكي أن إيران تستطيع إنهاء الحرب بالموافقة على قيود صارمة على برنامجها النووي، بينما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم أن بلاده لا تنوي إنتاج أسلحة نووية، لكنها ستواصل السعي وراء حقها في الطاقة النووية والبحث. فهل ينجح المجتمع الدولي في لجم هذا الصراع المتصاعد قبل أن تلتهم نيرانه المنطقة بأسرها؟
أخبار متعلقة :