الكويت الاخباري

الدنماركية «كاميليا» تروي حكايتها لـ عكاظ.. ما سر الإجابة التي أوصلتها إلى مكة؟ - الكويت الاخباري

لم تكن «كاميليا» تبحث عن دين جديد، بل كانت تبحث عن الحقيقة. قلبها لم يهدأ منذ الطفولة، وكانت تساؤلاتها تتراكم عاماً بعد عام: من هو الله.. هل من الممكن أن أجد ديناً يجيب عن أسئلتي ويملأ فراغ روحي؟

في الدنمارك، وسط مجتمع لا يعرف كثيراً عن الإسلام، بدأت رحلة البحث الطويلة. لم يكن هناك من يشجعها، بل كانت تُقابل بالسخرية أحياناً، لكنها لم تتوقف. تقول: «كنت أشعر أن هناك خالقاً، شيئاً ما أعظم من كل ما يُقال لي، فقط لم أكن أستطيع تسميته بعد».

مرت سنوات من التساؤلات، حتى جاء اليوم الذي تحدث فيه ابنها معها عن رغبته في اعتناق الإسلام «شجعته، وقلت له: إذا شعرت أن هذا هو الصواب، فافعله». لم يكن يعلم أنها كانت تقترب بدورها من اللحظة التي غيّرت حياتها للأبد.

تلك اللحظة جاءت بعد بكاء طويل، شعرت فيه أن قلبها وجد أخيراً ما كان يبحث عنه: «السلام»، كما تصفه. السلام الذي وجدته في القرآن، في الإسلام.

ومن تلك اللحظة، بدأت رحلة جديدة.. كانت نهايتها -أو بدايتها الحقيقية- في مكة المكرمة، حين اختيرت ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لأداء الحج، دون أن تسعى لذلك أو تحلم به حتى.

تقول «كاميليا»: «كل شيء حدث كالمعجزة، لم أكن أعلم أن الله سيراني ويختارني».

هكذا بدأت «كاميليا» حديثها، بعينين دامعتين وهي تسرد قصة إسلامها التي قادتها في النهاية إلى الحج ضمن برنامج ضيافة خادم الحرمين الشريفين.

تقول إن هذا البحث المستمر عن إله تشعر به، قادها للتأمل في الطبيعة «كنت أرى الأشجار، الغابات، والسماء.. لا يمكن أن يكون كل هذا الجمال والنظام من محض الصدفة. هناك خالق، شعرت به، لكن لم أكن أعرف من هو».

أخبار ذات صلة

 

رغم استغراب من حولها، كانت «كاميليا» تواصل بحثها، حتى جاء اليوم الذي قال لها ابنها: «أمي، ماذا لو أسلمت؟» فابتسمت وشجعته، دون أن تعلم أن القرار سيكون نقطة التحول في حياتهما معاً. بعد شهرين فقط، وفي لحظة عميقة من التأمل، وجدت نفسها تبكي بحرقة «كان قلبي يصرخ: أخيراً، وجدت الطريق».

بدأت بقراءة القرآن، تقول: «شعرت أن كل سؤال كنت أطرحه، وجدت إجابته هنا. القرآن ليس كتاباً فقط، هو دليل حياة. وفيه من الإعجاز العلمي ما يجعل العقل يخضع أمام عظمة الله».

مرت الأشهر، وبدأ الحجاب يشق طريقه إلى حياتها. كانت ترتديه بثقة، وتدعو الفتيات في مجتمعها الصغير إلى تجربته «كنت أقول لهن إن الحجاب يمنحك راحة داخلية لا توصف».

وفي أحد الأيام، أثناء تسوقها، اقتربت منها سيدة وسألتها: «هل أنتِ مسلمة، هل يمكن أن نتحدث؟»، لم تكن تعلم أن هذه المرأة تعمل ضمن اللجنة المعنية بالحج، «قالت لي: هل ترغبين في الحج؟ شعرت أن قلبي سيتوقف. لم أكن أحلم بهذا حتى وفجأة أصبحت من ضيوف الرحمن».

«كاميليا»، التي اختيرت ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، لا تزال غير مصدقة «كان ذلك معجزة بكل معنى الكلمة. تم اختياري، لأنني كنت صادقة في سعيي لله».

عند سؤالها إن كانت تعلم أن هذا البرنامج برعاية خادم الحرمين الشريفين، أجابت بدهشة: «لم أكن أعرف حتى أخبرتني. شكراً لك لأنك أوضحت لي ذلك».

ثم أضافت، والامتنان يملأ نبرتها: «أشكر الله أولاً، فهو من ناداني وقال لي: تعالي إلى بيتي. وأشكر السعودية، التي منحتني هذه الفرصة التي لم أكن أحلم بها يوماً. سأظل أذكرها ما حييت».

أخبار متعلقة :