الكويت الاخباري

فن الصفقة لدى خصوم ترمب - الكويت الاخباري

يتوعّد الرئيس دونالد ترمب بحل النزاع بين أوكرانيا وروسيا مذ كان مرشحاً رئاسياً، ويشير إلى رغبته في الوصول لاتفاق نووي أو أكثر من نووي مع إيران منذ أن عاد إلى البيت الأبيض.

ويعلم الكثيرون عن دونالد ترمب، مؤلف كتاب فن الصفقة، أنه يهدف دائماً للوصول إلى صفقة، وأنه يرنو للحصول على نوبل للسلام منذ فترته الأولى ولقائه بالرئيس الكوري الشمالي، مما يجعل بعض الوعود العسكرية غير مخيفة للبعض، وإن كان قصف الحوثيين ودعم معارك نتنياهو في بداية فترته.

وبينما كان يسعى لحل النزاع الأوكراني الروسي في ٢٤ ساعة، ثم نجح في تحقيق اتفاق المعادن مع كييف، بدا أن الأوروبيين وخاصة ألمانيا وفرنسا بالإضافة للخصم التاريخي للروس بريطانيا غير مقتنعين بإيقاف الحرب، أو تقديم تنازلات للقيصر سواء عن شبه جزيرة القرم أو أجزاء من الشرق الأوكراني ذي الأغلبية الروسية.

من جانب آخر ورغم التراجع الكبير في نفوذها في المنطقة، سواء عبر خسارة الأسد البالغة التكلفة في سوريا، أو ما تعرض له حزب الله من خسارات متتالية في لبنان،

ما زالت جولات المفاوضات الأمريكية الإيرانية لم ترَ النور بعد، رغم عدة جولات بين روما ومسقط تضاربت الأنباء حولها بين تقدم وعقد للحل.

أخبار ذات صلة

 

كما أن فرص الحل في غزة وإخراج الرهائن وتحقيق إيقاف دائم لوقف إطلاق النار لم يتحقق بعد، حيث يبدو من جهة نتنياهو أن الاستمرار في الحرب تحت أي مسوغ خيار مثالي لمستقبله السياسي، ويبدو أن حماس وجدت في تفاوض الأمريكيين مع الحوثيين فرصة لتحسين شروط التفاوض، وتجاوز أي شرط يخرج حماس من الحل السياسي.

وفي وسط تعقيد هذه الملفات الثلاثة والسعي الحثيث للإدارة الأمريكية لحسمها معاً، يأتي تحرك مهم على رقعة الشطرنج، حيث يتوجه الرئيس بوتين إلى طهران، ويعرض وساطة بين الإيرانيين والأمريكيين للوصول لحل سلمي للاتفاق النووي.

هذا التحرك يدعونا للتفكر في نقطة مختلفة، وهي كيف يدير مفاوضو ترمب فن الصفقة معه، سواء كانوا صنّاع سجاد أم محترفي شطرنج، فكل لعبة لها طرفان، وكل فعل له ردة فعل كما علمنا نيوتن في الفيزياء.

الأرجح أن الرئيس فلاديمير بوتين يراهن على خفوت العلاقات الأمريكية الأوروبية، وعلى رغبة الرئيس الأمريكي الشديدة في إنهاء الحروب والملفات الخلافية، ليقدم عرضاً قد تتنازل فيه إيران أكثر، ربما عبر نسب تخصيب اليورانيوم دون 3.76 (النسبة التي سمح بها اتفاق أوباما)، أو بجعله اتفاقاً لآجال أطول من 25 سنة كما يهدف المبعوث الأمريكي ويتكوف.

ولا بد أن ثمّن ذلك سيكون ضم شبه جزيرة القرم، ومنع أوكرانيا من دخول الناتو بتاتاً، بالإضافة لرفع شامل للعقوبات عن روسيا، وربما قضم بعض الشرق الأوكراني، وهي فرصة لنختبر ردود الفعل في فن الصفقة.

أخبار متعلقة :