04 يونيو 2025, 3:14 مساءً
تقف روسيا على عتبة تسجيل مليون ضحية في حربها ضد أوكرانيا، وفقًا لدراسة مفصلة أصدرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، كاشفة بذلك الثمن الدموي الباهظ للحرب التي دخلت عامها الرابع، والدراسة الجديدة تشير إلى أن القوات الروسية خسرت 950 ألف جندي بين قتيل وجريح منذ بداية الغزو الشامل في فبراير 2022، في حين تتوقع وصول هذا الرقم المرعب إلى المليون خلال فصل الصيف الحالي، وهذه الأرقام المدوية تضع الحرب الأوكرانية في مقدمة أكثر النزاعات دموية في التاريخ الروسي الحديث.
إحصائيات مرعبة
وتُظهر البيانات الواردة في الدراسة أن 250 ألف جندي روسي لقوا حتفهم في المعارك، وهو رقم يفوق بمراحل خسائر أي حرب خاضتها روسيا أو الاتحاد السوفيتي منذ الحرب العالمية الثانية، وفي المقابل، تكبدت أوكرانيا خسائر بشرية تُقدَّر بنحو 400 ألف ضحية، بينهم ما بين 60 إلى 100 ألف قتيل، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
وتتفق هذه الأرقام مع تقديرات الاستخبارات البريطانية والأمريكية، حيث قدَّرت وزارة الدفاع البريطانية في مارس الماضي خسائر روسيا بحوالي 900 ألف ضحية، مشيرة إلى أن موسكو تفقد نحو ألف جندي يوميًا.
استراتيجية الاستنزاف
وبعد فشل الهجوم الخاطف، الذي خططت له موسكو في 2022، تحولت المعارك إلى حرب استنزاف طاحنة، واعتمدت القيادة الروسية على تكتيك "طاحونة اللحم"، حيث تُلقي بأعداد هائلة من الجنود في هجمات متكررة لتحقيق مكاسب إقليمية ضئيلة.
وفي منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، لم تتجاوز سرعة التقدم الروسي 50 مترًا يوميًا، وهو معدل أبطأ من تقدم القوات البريطانية والفرنسية في معركة السوم خلال الحرب العالمية الأولى.
مكاسب محدودة
ورغم التضحيات الجسيمة، حققت روسيا مكاسب إقليمية محدودة للغاية، حيث لم تسيطر سوى على 1% من الأراضي الأوكرانية منذ يناير 2024 إجمالًا، وتحتل موسكو حاليًا نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم المحتلة منذ 2014.
ولمواجهة النزيف البشري المستمر، لجأ الكرملين إلى تجنيد السجناء واستقدام أكثر من 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية، بينما تجنبت إرسال أبناء النخب في موسكو وسانت بطرسبرغ إلى الجبهات، وركزت الحملات التجنيدية على المناطق النائية شمال وشرق البلاد، حيث تُغري الرجال بحزم مالية ضخمة تُعتبر ثروة حقيقية في تلك المجتمعات الفقيرة.
نقطة ضعف
ويحذر معدو الدراسة من أن "التكلفة الدموية" المتزايدة قد تشكل نقطة ضعف للرئيس فلاديمير بوتين مستقبلًا، وبينما تحتفظ روسيا بـ"المبادرة" منذ بداية 2024، فإن طبيعة حرب الاستنزاف تحد من فرص تحقيق اختراقات حاسمة.
ويبقى الأمل الأكبر لموسكو في تحقيق النصر مرتبطًا بوقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، خاصة مع تهديدات الإدارة الأمريكية الجديدة بالانسحاب من الصراع، فهل ستصمد كييف أمام هذا الاختبار الجديد؟
أخبار متعلقة :