أفادت البنوك السويسرية بأنها شهدت في الأشهر الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد الأمريكيين من أصحاب الثروات الكبيرة الذين يفتحون حسابات استثمارية لديها، في إطار ما يُعرف بـ«إزالة الطابع الأمريكي» عن محافظهم المالية، وفقاً لتقارير من مستثمرين ومؤسسات مالية.
ويعزو الخبراء هذا الإقبال المتزايد إلى مجموعة من العوامل، من أبرزها الحياد السياسي لسويسرا واستقرار اقتصادها وقوة عملتها ونظامها القانوني الموثوق، ما يجعلها وجهة جذابة للمستثمرين الساعين إلى تنويع أصولهم خارج الولايات المتحدة.
موجات
وفقاً لقناة «سي إن بي سي» فقد أشار بيير جابريس، الرئيس التنفيذي لشركة «ألبين بارتنارز إنترناشونال» للاستشارات المالية في سويسرا، إلى أن هذا النوع من الطلب «يأتي على شكل موجات»، موضحاً: «شهدنا موجة كبيرة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عام 2009، ثم جاءت موجة جديدة خلال جائحة كوفيد واليوم تتسبب الرسوم الجمركية بظهور موجة جديدة من الإقبال».
وأضاف: إن الدوافع تختلف من مستثمر لآخر، فبعضهم يسعى للتحوط من تراجع متوقع في قيمة الدولار الأمريكي، نتيجة الارتفاع الكبير في الدين العام، بينما يرى آخرون أن التوترات السياسية والتراجع في سيادة القانون داخل الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل إدارة ترامب، تشكل دافعاً للبحث عن بدائل خارجية.
شراء الذهب
كما أن هناك من يسعى لفتح حسابات مصرفية سويسرية بهدف شراء الذهب المادي وتخزينه في سويسرا، التي تُعرف بسمعتها العريقة في هذا المجال وأشار جابريس إلى أن العديد من العملاء يخططون أيضاً للحصول على الإقامة أو الجنسية الثانية في أوروبا وشراء العقارات كجزء من «خطة بديلة».
ورغم أن فتح حساب مصرفي في سويسرا بات أكثر تنظيماً اليوم ويتطلب الإفصاح الضريبي الكامل وفقاً للقوانين الأمريكية، إلا أن العملية لا تزال متاحة عبر مؤسسات مسجلة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ومع أن البنوك الأمريكية لا تستطيع مباشرة فتح تلك الحسابات، إلا أنها غالباً ما تمتلك علاقات إحالة مع بنوك سويسرية مرخصة.
إدارة منظمة
وقد امتنع بنك فونتوبل السويسري، الذي يُعتقد أنه الأكبر بين البنوك السويسرية المسجلة لدى هيئة الأوراق المالية، عن التعليق في حين أكدت مجموعة بيكتيه، المتخصصة في إدارة الثروات، أنها لاحظت ارتفاعاً كبيراً في الطلب على فتح حسابات لدى فرعها في سويسرا المسجل كذلك لدى هيئة الأوراق المالية الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أن فتح حسابات مصرفية في سويسرا لم يعد مرتبطاً بتهرب ضريبي كما في السابق، بل أصبح جزءاً من إدارة مالية دولية منظمة وخاضعة للإفصاح والشفافية.
واختتم جابريس بقوله: «الكثير من الأمريكيين باتوا يدركون أن 100% من محافظهم الاستثمارية مرتبطة بالدولار الأمريكي، لذا بدؤوا يتساءلون: ربما ينبغي لي أن أنوّع أصولي قليلاً».
أخبار متعلقة :