20 مايو 2025, 1:17 مساءً
كشفت نتائج بحث أولي أجراه باحثون في جامعة جاتشون بكوريا الجنوبية، أن ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ، وخاصةً مناطق التنظيم العاطفي والوظيفة التنفيذية، مثل الذاكرة العاملة وحل المشكلات، ما يسبب مشاكل في الإدراك والصحة العاطفية.
وبحسب تقرير على موقع "ميديكال إكسبريس"، ارتبطت ساعات العمل الطويلة بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات التمثيل الغذائي، ومشاكل الصحة العقلية.
وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن الإفراط في العمل يودي بحياة أكثر من ٨٠٠ ألف شخص سنويًا، وفقًا للباحثين.
ساعات العمل الطويلة
وبحسب الدراسة التي نتشرت نتائجها على موقع مجلة "الطب المهني والبيئي -Occupational & Environmental Medicine "، حلل الباحثون بيانات وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لـ110 شخصًا شاركوا في دراسة سابقة حول ساعات العمل وتاثيرها على بنية الدماغ، كما طلبوا من المشاركين فحوصات جديدة بالتصوير بالرنين المغناطيسي.
وكان معظم المشاركين من الأطباء: منهم 32 طبيباً عملوا لساعات أسبوعية مفرطة بنسبة 28 في المئة من أعداد الأطباء، في مقابل 78 في المئة منهم عملوا لساعات قياسية.
الاختلافات في حجم الدماغ بين الفئتين
أظهر التحليل المقارن للنتائج أن الأشخاص الذين يعملون 52 ساعة أو أكثر أسبوعيًا أظهروا تغيرات ملحوظة في مناطق الدماغ المرتبطة بالوظيفة التنفيذية والتنظيم العاطفي، على عكس المشاركين الذين يعملون لساعات عمل قياسية أسبوعيًا.
على سبيل المثال، كشف التحليل القائم على أطلس التضاريس عن زيادة بنسبة 19 في المئة في حجم التلفيف الجبهي الأوسط بين أولئك الذين يعملون لساعات طويلة مقارنةً بمن يعملون لساعات عمل قياسية، ولهذا الجزء من الدماغ دور رئيسي في مختلف الوظائف الإدراكية، وخاصةً في الفص الجبهي. وهو يشارك في الانتباه والذاكرة العاملة والمعالجة اللغوية.
زيادات قصوى في 17 منطقة بالدماغ
تم قياس الاختلافات في حجم الدماغ للمشاركين باستخدام قياس حجم الدماغ القائم على تقنية تصوير عصبي "الفوكسلVBM – "، والتي أظهرت زياداتٍ قصوى في 17 منطقة، بما في ذلك التلفيف الجبهي الأوسط، والتلفيف الجبهي العلوي، المسؤول عن الانتباه والتخطيط واتخاذ القرار، ومنطقة الجزيرة، التي لها دورٌ رئيسي في دمج التغذية الراجعة الحسية والحركية واللاإرادية من الجسم. كما أنها تشارك في المعالجة العاطفية، والوعي الذاتي، وفهم السياق الاجتماعي.
الإرهاق في العمل مشكلة صحية
ويخلص الباحثون إلى أن "النتائج تُؤكد أهمية معالجة الإرهاق في العمل كمشكلة صحية مهنية، وتسلّط الضوء على الحاجة إلى سياسات في مكان العمل تُخفف من ساعات العمل المفرطة".
0 تعليق