14 مايو 2025, 9:43 مساءً
أكد إعلاميان مصريان بارزان في تصريحات لـ”سبق” الأهمية الاستثنائية لانعقاد القمة السعودية الأمريكية والقمة الخليجية الأمريكية بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدين أن ما جرى خلال 48 ساعة في الرياض يمثل نقلة نوعية في علاقات المنطقة بالعالم، وترسيخاً للدور الريادي السعودي في الملفات الإقليمية والدولية.
وقال الإعلامي سليمان جودة، الكاتب في صحيفة “المصري اليوم” ورئيس تحرير “الوفد” سابقاً، إن يوم 13 مايو كان يوماً سعودياً أمريكياً بامتياز، خاصة على المستوى الاقتصادي، مشيراً إلى أن منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي الذي عُقد بحضور كبار المسؤولين ورجال الأعمال من البلدين، عكس متانة الشراكة الاقتصادية التي تُبنى بين الرياض وواشنطن.
وأوضح جودة من مقر فعاليات “واحة الإعلام”، التي تنظمها وزارة الإعلام بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، أن توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة يعد “فتحاً جديداً” في العلاقات، ويؤسس لتعاون ممتد يخدم الطرفين، في انسجام تام مع رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الساعية لتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن النفط.
وأضاف: “الاتفاقيات الموقعة ستدفع الرؤية نحو تحقيق أهدافها قبل موعدها، وهو إنجاز حقيقي للقيادة السعودية”.
وفيما يخص القمة الخليجية الأمريكية، لفت جودة إلى أنها تناولت أهم ملفين في المنطقة: القضية الفلسطينية والحرب في غزة، إضافة إلى الملف السوري، مشيراً إلى أن استقبال الرئيس الأمريكي للرئيس السوري جاء بناءً على طلب من ولي العهد، وتبع ذلك إعلان رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، ما يفتح الباب أمام دمجها من جديد في المنظومة الإقليمية والدولية.
وختم جودة حديثه بتوجيه الشكر لوزارة الإعلام السعودية، مثنياً على الجهود الكبيرة التي قدمتها لوسائل الإعلام من خلال “واحة الإعلام”، مما أسهم في إيصال رسائل القمم إلى الجماهير بكل وضوح وشفافية.
من جانبه، قال الإعلامي فتوح الشاذلي، مدير مكتب جريدة “الوفد”، المصرية، إن اختيار الرياض كمحطة أولى في جولة الرئيس ترامب الخارجية بعد إعادة انتخابه، يعكس حجم الثقة الأمريكية في المملكة ومكانتها المحورية.
وأشار إلى أن “إنجازات القمتين خلال 48 ساعة فقط كانت مذهلة”، لا سيما على صعيد الملف السوري، حيث أعلن ترامب رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا استجابة لطلب ولي العهد، وهو القرار الذي لاقى تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. كما شهدت القمة أول لقاء مباشر بين الرئيسين الأمريكي والسوري على أرض الرياض، في حضور ولي العهد ومشاركة هاتفية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأكد الشاذلي أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان شدد في المؤتمر الصحفي الختامي على دعم السعودية الكامل لسوريا، مع التأكيد على أنها تمتلك الإمكانيات للنهوض بمفردها، لكن المملكة لن تتركها وحدها، وقد يُعقد مؤتمر لإعادة الإعمار في الوقت المناسب.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أبرز الشاذلي تأكيد ولي العهد في كلمته بالقمة على ضرورة الوقف الفوري للحرب في غزة وفتح المجال لإدخال المساعدات، مشدداً على تمسك المملكة بحل الدولتين كأساس لأي تسوية عادلة.
كما لفت إلى مواقف المملكة الداعمة لاستقرار لبنان، والسودان، ودورها البارز في وقف التصعيد بين باكستان والهند، ما يعكس أن السعودية أصبحت “لاعِباً أساسياً ليس فقط في المنطقة، بل في استقرار العالم بأسره”، على حد تعبيره.
0 تعليق