بعد انهيار منظومة الصرف الصحي.. المياه العادمة تغيّر لون بحر غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب خليل الشيخ:


"نهر عريض من المياه العادمة ينتهي مجراه في رمال الشاطئ، ومنه إلى البحر، وهناك نهر آخر مشابه، وعند مسافة ليست ببعيدة عدة قنوات فرعية تنتهي بتجمع كبير لهذه المياه".
تلك صور مكررة لواقع شواطئ بحر قطاع غزة من بيت لاهيا شمالاً حتى شاطئ رفح جنوباً، الذي تحوّل إلى حوض كبير لتجمع مياه الصرف الصحي في القطاع، بسبب انهيار منظومة الصرف الصحي في القطاع بشكل كامل.
لا يكترث النازحون المقيمون في خيام عند شاطئ البحر لفكرة صبّ المياه العادمة في البحر وتغيّر لونه، لكن أكثر ما يشغلهم هو مرور تلك المياه بين خيامهم وأماكن سكنهم المؤقت على الطريق الساحلي.
وقال النازح يوسف كرسوع (50 عاماً) إنه يقيم وأسرته في خيمة عند شاطئ بحر الزوايدة وسط القطاع، بعدما هدم منزله بفعل القصف الجوي، لكنه مستاء من واقع مياه المجاري التي تمر بجانبها، وهي في طريقها نحو البحر.
وأضاف: "كنت أعرف أن تلك المياه تصب في البحر عندما نقلت خيمتي إلى هنا بحثاً عن بيئة نظيفة ومياه أكثر، لكنني لم أكن أتوقع أن تزداد كميات المياه العادمة وتقترب من الخيمة، وأن التلوث سيصبح أكثر وأوسع انتشاراً".
وتحوّل شاطئ البحر في المنطقة من مواصي خان يونس ودير البلح حتى الزوايدة، إلى مستنقع كبير جداً للمياه العادمة، وبؤرة أساسية للتلوث.
ولا تختلف شواطئ جباليا ومدينة غزة وبيت لاهيا كثيراً بل قد تزاد تلوثاً أو تقل قليلاً، حسب طبيعة استخدام شبكات وخطوط الصرف الصحي من قبل التجمعات السكانية.
"تحوّل البحر تدريجياً من اللون الأزرق الصافي إلى الأسود أو الرمادي القاتم، ونرى الكثير من الملوثات في مياه البحر، لذا تجنبنا الدخول إليه أو حتى استخدام مياهه في الغسل والتنظيف"، هكذا قال الشاب محسن أبو صافي (38 عاماً) الذي ينزح في منطقة "الشاليهات" غرب مدينة غزة.
وأضاف: "بعد أن سُمح لنا بالعودة من الجنوب إلى الشمال وجدت منزلي مدمراً فأقمت خيمة هنا، ووقتها كان البحر صافياً وجميلاً، لكن مع مرور الوقت بدأ لونه بالتغير، وزادت عوامل التلوث عند شاطئه".
وأشار "أبو صافي" إلى أن مكان نزوحه صار مكرهة صحية مكتملة الأركان، موضحاً أن المياه العادمة لا تنقطع عن الضخ في مياه البحر، وتمرّ وسط عدد كبير من الخيام، ما تسبب بتغيير لون مياه البحر القريبة من اليابسة إلى اللون القاتم.
من جهته، قال محمد أبو ناصر (43 عاماً): "المياه العادمة من جهة وأكوام النفايات الصلبة المنتشرة في الشوارع من جهة أخرى، فضلاً عن الروائح الكريهة المنتشرة على مدار الساعة"، في إشارة إلى امتعاضه من ظروف نزوحه على الطريق الساحلي في مدينة غزة، مستغيثاً بذوي الاختصاص التدخل للتخفيف من حجم معاناتهم على الأقل، وليس إنهاءها.
وأضاف: "طالبنا البلديات وجهات الاختصاص بعدم تحويل المياه العادمة للضخ إلى البحر دون فائدة، وحاولنا إغلاق المنافذ المؤدية إليه وفشلنا، إلى أن وصل الحال لهذه الكارثة البيئية".
ولا تتوانى بلديات قطاع غزة عن التعامل مع مشكلة تصريف المياه العادمة، في ظل انهيار غالبية الشبكات وقنوات التصريف الآمنة ومحطات الضخ والمعالجة، لكن الحصار كان سبباً في تفاقم المشكلة وصولاً إلى انهيار المنظومة بشكل كامل.
وتواصل تلك البلديات، عبر تقارير منفصلة تصدرها بين حين وآخر، المطالبة بإدخال المعدات والأدوات اللازمة لترميم شبكاتها وتشغيل محطات الضخ عبر إدخال السولار، مشيرة إلى أن انسياب هذه المياه إلى البحر هو محصلة ذلك الانهيار.
وأشارت إلى أن جميع المياه العادمة تضخ عشوائياً إما في الشوارع العامة أو باتجاه شاطئ البحر بسبب انهيار المنظومة نهائياً، والحل فقط بإعادة تشغيل محطات المعاجلة التي ترسل هذه المياه إلى مكانها الصحيح.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق