عبر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أمله في أن تسهم زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمنطقة في دفع وقف إطلاق النار في غزة، لكنه حذر من صعوبة التنبؤ بنيات إسرائيل.
وأكد أبو الغيط، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج كلمة أخيرة على قناة ON، أن الجامعة العربية تدعم جهود وقف إطلاق النار ورفض التهجير القسري، مشيراً إلى أن وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والبحرين يتحركون عالمياً لدعم القضية الفلسطينية.
وأشار أمين عام جامعة الدول العربية إلى أن التدمير الممنهج في قطاع غزة يُعد جريمة بموجب القانون الدولي، مشيراً إلى مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، واصفاً ذلك بـ«السقوط الأخلاقي غير المسبوق للمجتمع الدولي» بسبب تجاهله القضية الفلسطينية لسنوات.
وأكد أن التغطية الإعلامية لأحداث غزة خلال الـ20 شهراً الماضية توازي تغطية أحداث العالم العربي على مدى عقدين.
ورداً على سؤال حول مقارنة دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بدعم الجامعة لفلسطين، أوضح أبو الغيط أن مساحة غزة الصغيرة (50 كيلومترا طولا و10 كيلومترات عرضا) لا تسمح بحرب عصابات كما في فيتنام أو الجزائر، ما يجعل المقارنة صعبة، كما حذر من أن إسرائيل لن توافق على الدولة الفلسطينية إلا إذا أُجبرت على ذلك.
وتطرق أبو الغيط إلى إصلاح السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن المؤتمر الدولي المقرر في نيويورك يونيو 2025 سيناقش تهيئة السياق لإقامة دولة فلسطينية.
أخبار ذات صلة
وأوضح أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للسلطة نوقشت على نطاق واسع، لكنها تحتاج إلى منهجية واضحة.
وأضاف أن إدارة غزة يجب أن تكون تحت السلطة الفلسطينية، لكن ذلك يتطلب من حماس اتخاذ قرارات صعبة إذا كانت المصلحة الفلسطينية تستدعي تنحيها، مشيراً إلى أن عدداً من الدول الأوروبية، وربما فرنسا، قد تعترف بدولة فلسطين، ما سيترك تأثيراً كبيراً.
وفي سياق الحديث عن سورية، أوضح أبو الغيط أن قرار عودتها إلى الجامعة العربية عام 2023 كان محاولة لدعمها، لكن نظام بشار الأسد السابق «نخر السوس جسده» بسبب الفساد وفقدان الشرعية.
وأشار إلى أن روسيا وإيران تخلتا عن الأسد بسرعة، وأن الجيش السوري لم يدافع عن النظام، كما لفت إلى أن التواجد الإسرائيلي في جبل الشيخ وجنوب الجبهة السورية يُعد غير مريح، مشيراً إلى أن القمة العربية ستناقش هذه التطورات إلى جانب أوضاع ليبيا واليمن والسودان.
ورداً على سؤال حول تدخل الجامعة لحل الخلافات العربية، نفى أبو الغيط وجود «فيتو» من الدول العربية القوية داخل الجامعة، مؤكداً أن استمرارها يعتمد على إرادة الدول الأعضاء. وحث على الحفاظ على الجامعة كإطار للعمل العربي المشترك، مشيرا إلى أنها تحتفل بمرور 80 عاما على تأسيسها.
وأكد أن القمة العربية في بغداد لن تقتصر على القضية الفلسطينية، بل ستتناول قضايا أخرى مثل الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني.
وأشار أبو الغيط إلى أن 2026 سيكون عامه الأخير في المنصب، معرباً عن فخره بإسهاماته، مشيراً إلى أن القمة العربية الـ34 في بغداد تأتي في ظل أزمات متزايدة، حيث ستناقش قضايا غزة، سورية، ليبيا، اليمن، والسودان، إلى جانب تعزيز الشراكات مع تكتلات دولية مثل الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة.
0 تعليق