في بعض الأحيان، يُمكن الحصول على معلومات قيّمة حول آفاق الشركة من نظرائها وعملائها، هذا ما صرّح به مؤخرًا فريق إدارة شركة ألفابت، عملاق التكنولوجيا والمالكة لجوجل، في مؤتمر أرباحها. إليكم ثلاث نقاط نقاشية من مؤتمر الأرباح تُعدّ أخبارًا سارة لمستثمري شركتي تسلا وإنفيديا:
نموذج أعمال تيسلا
أشار سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، إلى أنه تلقى أول سؤال له على الإطلاق حول أعمال وايمو للسيارات ذاتية القيادة خلال مؤتمر أرباح الربع الأول الأخير. يتعلق السؤال بنموذج أعمال وايمو طويل الأمد وإمكانية الترخيص، وقد لاقت إجابته استحسانًا لدى مستثمري تيسلا. أجاب بيتشاي بأن وايمو يمكن أن تتعاون مع مصنعي المعدات الأصلية للسيارات (OEMs)، وأن «هناك خيارات مستقبلية للملكية الشخصية أيضًا».
وتُسهم تعليقات بيتشاي في تأكيد نموذج أعمال تيسلا في مجال سيارات الأجرة الآلية. فبينما تجذب سيارة تيسلا «سايبركاب» الكثير من الاهتمام لكونها سيارة أجرة آلية مُخصصة، وبسعر مُناسب، إلا أن الواقع يُشير إلى أن جميع سيارات تيسلا تقريبًا يُمكن أن تُصبح سيارات أجرة آلية. على سبيل المثال، لن يكون إطلاق سيارة الأجرة الآلية المُخطط لها في أوستن، تكساس، في يونيو/حزيران من طراز «سايبركاب»، بل ستكون من طراز «موديل واي» ذات قيادة ذاتية بدون إشراف. وللعلم، يعتقد الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أن تيسلا ستُوفر خدمة القيادة الكاملة بدون إشراف (FSD) على السيارات المملوكة شخصيًا بحلول نهاية العام.
وتتفوق سيارات الأجرة الآلية من تيسلا على وايمو، لأن تيسلا تمتلك بالفعل السيارة الأكثر مبيعًا في العالم (موديل واس)، وهي تُخفّض تكلفة كل سيارة باستمرار. وكما أشار ماسك في مؤتمر أرباح تيسلا: «سيارات وايمو باهظة الثمن، وتُصنّع بكميات قليلة. أما سيارات تيسلا، فسعرها يُقارب ربع، أو 20%، من تكلفة وايمو، وتُصنّع بكميات كبيرة جدًا.»
إذاً، يستطيع ماسك تشغيل مفهوم روبوتاكسي، وطرحه كخيار في أسطول تسلا، ووضع سايبركاب في الإنتاج في عام 2026 كما هو مخطط له، فهناك إمكانات كبيرة للصعود للسهم.
وكما تم ذكره من قبل، يعد سهم تيسلا سهم نمو يتسم بالمضاربة ويُسعّر على هذا الأساس. ومع ذلك، وفي معظم الحالات، يقوم المستثمرون بشراء أسهم في شركة ذات خبرة سوقية محدودة ووضع مالي متذبذب تحاول طرح حلول وتقنيات جديدة وتشجيع العملاء على تبنيها.
ولكن في حالة تيسلا أنت تشتري حصةً في الشركة المهيمنة في سوق السيارات الكهربائية، صاحبة السيارة الأكثر مبيعاً في العالم حيث تُقدّم الشركة مفهومها لسيارة الأجرة ذاتية القيادة الذي لاقى استحساناً واسعاً وبنموذج أعمال أعلنت منافستها مؤخراً أنها تدرس اعتماد عناصر منه.
مستقبل واعد لانفيديا
ليس سراً وجود مخاوف من تباطؤ الإنفاق على مراكز البيانات وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وهذا مصدر قلق لبعض الشركات كشركة إنفيديا التي توفر وحدات معالجة الرسومات الضرورية لمراكز البيانات لتشغيل الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.
فمراكز البيانات ضرورية لدعم نمو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومما هذه المخاوف أنباء عن تراجع مايكروسوفت عن بعض مشاريع مراكز البيانات في مراحلها المبكرة وتعديلها عقود إيجارها.
ويقال أن مايكروسوفت تواجه صعوبة كبيرة في تكييف بناء مراكز بياناتها وتأجيرها مع تزايد الطلب؛ فزمن «الكمون»، والذي يزداد مع المسافة، يمثل مشكلة في موقع مركز البيانات. وصرّحت إدارة مايكروسوفت بأنها ستواجه نقصاً في مساحة مراكز البيانات بحلول عام 2025.
وصرحت إدارة ألفابت أيضاً بأن منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تنمو «بمعدل يفوق بكثير معدل نمو الإيرادات الإجمالية للحوسبة السحابية» البالغ حوالي 28%.
وأكدت أنها لا تزال ماضية على المسار لتحقيق استثمارات رأسمالية بقيمة 75 مليار دولار هذا العام، حيث تتوقع الإدارة نشر المزيد من القدرات مع اقتراب نهاية العام.
وما يمكن قوله باختصار أن نمو الذكاء الاصطناعي لا يزال قوياً وخطط الإنفاق على مراكز البيانات تواصل طريقها، وهذا خبر سار لأسواق إنفيديا النهائية إذ تمتلك مايكروسوفت وألفابت اثنتين من أكبر شركتي مراكز البيانات فائقة السعة في السوق.
0 تعليق