11 مايو 2025, 8:35 صباحاً
في ظل التغيّرات السريعة التي تمر بها بيئة العمل، يفرض الذكاء الاصطناعي حضوره بقوة، لذلك أطلقت "سدايا" ووزارتا "التعليم" و"الموارد البشرية" مبادرة للتسجيل في أول منصة وطنية لتدريب مليون مواطن ومواطنة على الذكاء الاصطناعي.
تتزايد التساؤلات حول مستقبل تجربة الموظف واحتواء الأجيال الشابة على هذا المجال، ولأن اللغة القادمة وهي "لغة الإنتاجية" لم يعد هناك مكانٌ لشماعة "الأمان الوظيفي" لا في القطاع الحكومي ولا الخاص.. الأمان الحقيقي يصنعه الفرد، لا الوظيفة.
لذا أصبح العمر مجرد رقمٍ أمام الطموح والإصرار لكل شخصٍ، لذلك هناك جهودٌ حكومية واضحة لتطوير سوق العمل السعودي. كل هذا يجعل من الضروري أن نعيد النظر في كيفية إدارة الموارد البشرية.
المستشار في الموارد البشرية الدكتور خليل الذيابي؛ قال في حديثه لـ «سبق» هناك ستة اتجاهات رئيسة ترسم مستقبل الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية:
1. التحوُّل الرقمي الشامل
الرقمنة اليوم لم تعد مجرد أرشفة إلكترونية، بل أصبحت أساساً لإدارة شاملة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. شركات مثل "بورصة" السعودية كانت سبّاقة في هذا المجال، باستخدام أدوات مثل "جسر" لرقمنة العمليات وتحقيق كفاءة أعلى وتقليل الهدر. النجاح الآن يعني تكامل الأنظمة وسلاسة الخدمة للموظف.
2. دعم التوطين وتحقيق الامتثال
مع تسارع برامج السعودة، تسعى وزارة الموارد البشرية لإيجاد توازن ذكي بين الامتثال للأنظمة مثل "نطاقات"، والاستفادة من الامتيازات الحكومية. النتيجة؟ خطط توظيف محلية فعّالة، شراكات تدريبية، ومتابعة دقيقة تسهّل عملية النمو المستدام.
3. تجربة موظف متكاملة وإنسانية
لم تعد تجربة الموظف مرتبطة فقط بمكتبه أو مهامه؛ بل بكل لحظة يعيشها في المؤسسة: من أول مقابلة، مروراً ببيئة العمل، حتى لحظة خروجه منها. المطلوب اليوم هو تجربة تقدّر الإنسان، تدعم الشفافية، وتدمج الذكاء الاصطناعي دون أن تفقد اللمسة الإنسانية.
4. التوسع في أنماط العمل المرن
من "أسبوع الأربعة أيام" إلى "تقاسم الوظيفة"، تتوسّع أشكال العمل المرن لتلائم احتياجات فئات متنوعة. هذا التوجه لا يحسّن التوازن بين الحياة والعمل فقط، بل يجذب الكفاءات الشابة الباحثة عن بيئة مرنة تحترم وقتها وتقدّر إنتاجيتها.
5. التعلُّم المستمر والتطوير الذاتي
التدريب في 2030 ليس بعدد ساعات ولا بتقارير دورية، بل برحلة تعلُّم مرنة يقودها الموظف نفسه. المهارات الناعمة، القيادة، والتعلم الذاتي أصبحت من أهم أدوات التمكين الوظيفي، بما يفتح المجال أمام كل موظف لصناعة مستقبله المهني بطريقته.
6. احتواء الأجيال الجديدة
"جيل زد" قادمٌ بثقافة عمل مختلفة، تتطلب توظيفاً رقمياً، بيئة مرنة، وتقديراً للصحة النفسية وجودة الحياة. ومَن يفهم هذه الاحتياجات ويترجمها إلى سياسات داخلية فعّالة، سيكسب ولاء هذه الطاقات الجديدة.
وأكد الدكتور الذيابي؛ أن هذه الاتجاهات ليست مجرد تطوّرات إدارية؛ بل انعكاسٌ لتحوّلات أعمق في ثقافة العمل والمجتمع ومَن يُجيد مواكبتها سيكون في مقدمة مَن يصنع بيئة عمل مزدهرة ومرنة ومنافسة.
0 تعليق