كتب عيسى سعد الله:
يواجه قطاع غزة أزمة مواصلات خانقة بعد توقف الغالبية العظمى من المركبات عن العمل والحركة بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات والتي وصلت الى اكثر من 100 شيكل للتر السولار الواحد ونحو 300 شيكل للتر البنزين و280 شيكلاً لكغم الغاز.
وباتت أعداد قليلة جداً من المركبات والشاحنات التي تواصل العمل من خلال محروقات بديلة تشكل خطراً على المحركات وبأسعار مرتفعة يتحملها الراكب وصاحب المصلحة التجارية.
ويجد الركاب صعوبات هائلة في العثور على وسيلة مواصلات، ما يدفعهم للسير على الأقدام للوصول الى وجهتهم او الاستعانة بعربات الكارو التي انخفضت أعدادها على وقع شح ونفاد أعلاف الحيوانات التي تجرها.
ولوحظ مؤخراً امتلاء الشوارع والطرقات وخصوصاً الرئيسية كالجلاء وعمر المختار والوحدة والنصر بآلاف المواطنين ممن ينتظرون وصول سيارات الخط، وسط امتعاض ومعاناة شديدة في صفوف كبار السن والنساء اللواتي يفترشن الأرض من شدة التعب.
ويعتبر المواطنون ازمة نقص ونفاد المحروقات من اصعب الازمات التي تواجه القطاع بعد ازمة نفاد المواد الغذائية.
ورغم توفر كميات من المحروقات وعلى وجه الخصوص السولار في محطات التعبئة الا ان أسعارها تشهد ارتفاعات غير مبررة وصلت الى اكثر من 500% منذ اغلاق الاحتلال المعابر وفرضه الحصار المشدد على القطاع.
وطالب سائقون الجهات المختصة بغزة بملاحقة المسؤولين عن رفع أسعار المحروقات باعتبارها من المواد والسلع الأساسية التي لا غنى عنها.
وتساءل السائق أيوب النجار والذي توقف عن العمل لعدم جدواه عن دور الجهات التي أعلنت عن نيتها محاربة ظاهرة الاستغلال والاحتكار من إقدام تجار المحروقات على رفع الأسعار بشكل جنوني خلال الأسابيع الأخيرة.
ووصف النجار خلال حديث لـ"الأيام" ازمة المواصلات الحالية بالكارثية لعدم قدرة الركاب على دفع الأجرة التي يطلبها السائقون والتي تبلغ اضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.
فيما دعا السائق محمود المدهون الركاب الى عدم تحميل السائقين ازمة رفع قيمة بدل المواصلات او الازمة الحالية، مؤكداً ان الذي يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى هم تجار السولار والمحروقات الذين يتحكمون بالأسعار دون حسيب او رقيب.
وتساءل: كيف ارتفع السعر من 20 شيكلاً قبل انهيار الهدنة الى مائة شيكل الآن على الرغم من عدم شراء التجار لكميات جديدة من الخارج؟
وحذر من تعمق الازمة خلال الأيام القادمة والتي من المتوقع ان تشهد ارتفاعات أخرى على أسعار المحروقات ونفاد ما تبقى من كميات في المحطات.
ويلجأ بعض السائقين للاعتماد على المحروقات البديلة والتي يتم صناعتها محلياً رغم تشكيلها خطراً جسيماً على المحركات والمواطنين بسبب احتوائها كميات كبيرة من الشوائب الكيميائية والمواد المسرطنة.
وظهر الإعياء والتعب على وجوه الكثير من الركاب والذين يضطرون للانتظار على الطرقات لأكثر من ساعة قبل توفر وسيلة نقل بالغالب غير آمنة.
وقال المواطن بلال عطوة انه ينتظر مرور سيارة منذ اكثر من أربعين دقيقة تقله من مفترق العيون الى منطقة السرايا وسط حي الرمال بمدينة غزة.
وعبر عطوة في الخمسينات من عمره عن تذمره الشديد من صعوبة الحصول على وسيلة نقل.
وقال لـ"الأيام": على الرغم من ارتفاع تسعيرة المواصلات بشكل جنوني الا اننا لا نجدها في الكثير من الأحيان ونضطر للسير على الاقدام من اجل الوصول لواجهتنا.
وعمّق نفاد غاز الطهي من الاسوق من الازمة بعد ان كان يعتمد عليه قطاع واسع من السيارات التي تعمل من خلال البنزين.
واثرت ازمة المحروقات على ضخ المياه المنزلية من الآبار التابعة للبلديات وكذلك على وصول مياه الشرب النظيفة للمناطق المختلفة للمواطنين سواء في المنازل او مخيمات الإيواء بسبب نفاد المحروقات وارتفاع أسعار ما هو متوفر منها.
وأثرت الأزمة على عمليات نقل البضائع بين المحافظات، حيث لوحظ شح الخضروات وغيرها من المواد التموينية من أسواق محافظتي غزة والشمال، ما أدى الى ارتفاع أسعارها.
0 تعليق