تتعدد الجهات التي تقف خلف هذه الحملات، وتتنوع أدواتها وأساليبها، إلا أن أبرزها يتلخص في ثلاث فئات رئيسية:
1- جهات إعلامية مدعومة من بعض الأنظمة التي فقدت بريقها فتسعى إلى التشويش على الدور السعودي المتنامي، عبر توجيه بعض المنصات المدفوعة للنيل من السعودية وتشويه صورتها.
2- تيارات أيديولوجية متطرفة: وعلى رأسها تنظيمات الإسلام السياسي وجماعاته المتشعبة (جماعة الإخوان بكل تفرعاتها)، التي تعتبر انفتاح المملكة وتحديثها تهديداً مباشراً لأجنداتها القائمة على التأزيم والتحريض والشحن العاطفي.
3- أفراد وجماعات معادية في الخارج: ممن اتخذوا من اللجوء السياسي منصة للهجوم على بلادهم بدوافع شخصية أو بأجندات ممولة، يعملون على تضخيم القضايا الهامشية وتلفيق الأكاذيب؛ للنيل من سمعة السعودية وتقزيم منجزاتها، وتتبع مصادر تمويلهم يعود بنا إلى النقطة الأولى.
التحريض ضد السعودية ليس وليد اللحظة، لكنه تصاعد في السنوات الأخيرة؛ لأسباب متعددة، أبرزها نجاح المملكة في تجاوز الأزمات: من جائحة كورونا إلى التحديات الاقتصادية العالمية، فقد أثبتت السعودية أنها قادرة على إدارة الأزمات بكفاءة، مما زاد من قوتها الناعمة والإعجاب الدولي بها، كذلك التحولات الاجتماعية والثقافية والانفتاح السعودي، ودعم الفنون، وتمكين المرأة وخلق الوظائف وازدهار سوق العمل وجذب الاستثمارات الخارجية، كلها تحولات أربكت الخطاب المتشدد، وكشفت زيف دعاوى بعض التيارات التي طالما صورت المملكة بصورة نمطية مغلوطة، كما أن للريادة الاقتصادية والاستثمارية دوراً مهمّاً في تصاعد هذه الحملات، فمشاريع كبرى مثل «نيوم، والقدية، والرياض الخضراء» وبرامج الرؤية بكافة مجالاتها واستضافة فعاليات دولية ضخمة، زادت من وهج السعودية العالمي، ما أثار تلك التيارات والأفراد وأشعل حملاتهم.
المهم في هذا الأمر هو الكيفية التي يجب أن نتعامل معها كمجتمع تجاه المتحاملين ضد وطننا، واضعين نصب أعيننا حنكة دولتنا؛ التي تدرك جيداً أن النجاح يجلب النقد ويشعل الأحقاد؛ ولذلك تعتمد المملكة استراتيجية قائمة على معالجة الأمر بالاستمرار في حصد النجاحات والمنجزات دون الالتفات لأي حملات مغرضة، وذلك يعتمد على أمور عدة أهمها الشفافية والتواصل المباشر مع الداخل والخارج من خلال مبادرات حكومية وإعلامية واضحة الرسالة، والاستمرار في الإنجاز فالتنمية المتسارعة واستمرارية الإنجاز هي الرد الأبلغ على من يشكك أو يحرض.
ختاماً: الحملة ضد السعودية ليست سوى انعكاس لحجم حضورها وثقلها المتزايد على الساحتين الإقليمية والدولية، وكلما مضت المملكة في طريقها بثبات، زاد صراخ المغرضين، ولكن الحقيقة الثابتة أن المنجز الحقيقي لا يمكن أن تطاله أبواق التحريض، أو كما قال البدر رحمه الله:
وان حكى فيك حسادك ترى
ما درينا بهرج حسادك أبد
لماذا؟
لأن: ما مثلك بهالدنيا بلد!
أخبار ذات صلة
0 تعليق