الحقيقة أن مثل هذا العتب لا تأثير له على المؤدلجين الذين يعتنقون فكراً تمكّن منهم، ولديهم بيعة على ذلك، وأول وأهم أساسيات هذا الفكر هو الكفر بمفهوم الوطن وتكفير الحكام والمجتمعات، واليقين أن مسؤوليتهم تغيير الأوضاع ليتمكنوا من حكم الأمة الإسلامية تحت لواء خلافة الله في الأرض حتى لو تطلّب ذلك أسوأ وأبشع صور التآمر والخيانة والتخريب في الأوطان التي ينتمون إليها، ووضع أيديهم في أيدي المتآمرين على الأوطان من الخارج.
كل الأحداث أثبتت أن تنظيم الإخوان بكل تمظهراته وتنوع مسميات فصائله هو تنظيم إرهابي يتستر خلف شعار إسلامي هو أبعد ما يكون عنه. ابحثوا في تجارب الدول التي أرادت استصلاح التنظيم وتهذيبه بتمكينه من المشاركة في العمل السياسي، كلها فشلت وأثبت التنظيم أنه لا يزيد عن ميليشيا مسكونة بالغدر وأدبيات العصابات، خذوا التجربة الأبرز في مصر عندما تمكنوا من السلطة بعد مؤامرة الربيع العربي، كانت فترة سوداء على مصر، ولم يتورع التنظيم عن التخادم مع كل الجهات التي تتربص بأمن مصر حتى إسرائيل.
وبالنسبة للأردن فقد عانى كثيراً من التنظيم حتى اضطر لتصنيفه جماعة محظورة، ولأن التنظيم مثل الفيروس الذي يستطيع التحور، فقد أفرز كياناً سماه حزب جبهة العمل الإسلامي مكنته الدولة من المشاركة في البرلمان واستطاع التمثيل بنسبة كبيرة، لكنه لم يتورع عن السير في اتجاه مضاد لمصلحة الأردن والشعب الأردني. ولكم أن تتأملوا في مسمى الحزب فقط، هل هناك «جبهة» تعمل تحت قبة برلمان وتستطيع ممارسة عمل برلماني وسياسي له قوانينه وأعرافه وأدبياته؟
لقد أكدت المؤامرة الكبيرة الخطيرة على أمن الأردن وضلوع تنظيم الإخوان فيها، مثلما أكدت كل المؤامرات السابقة للتنظيم أن جيناته إرهابية بالمعنى الحرفي للإرهاب؛ ولذلك يكون استئصال هذا التنظيم الخبيث بشكل جذري ضرورة قصوى لأمن الدول العربية.
أخبار ذات صلة
0 تعليق