هكذا تقتات الأُسر الغزية في ظل استمرار التجويع وأزمة الغذاء - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كتب خليل الشيخ:


عاد الأب إلى خيمته دون أن يحمل بيده كيلو الطحين الذي اعتاد على شرائه كل أسبوع.
لم يستحمل الأبناء الجوع الذي فتك بأحشائهم، وسارعوا إلى تناول بعض حبات الأرز، لكن علامات الحزن والكآبة بدت على وجوههم لأنهم سيقضون يومهم واليوم التالي بلا خبز.
هذه صورة مكررة لآلاف الأسر في قطاع غزة التي تعاني من المجاعة، في ظل سياسة التجويع التي تفرضها حكومة الاحتلال على الغزيين.
ويشهد قطاع غزة نقصاً شديداً في الدقيق اللازم لصناعة الخبز، وهو المكون الرئيسي للغذاء.
وقال الأب وائل البسيوني (36 عاماً) الذي يسكن في خيمة بمحيط مفترق الشيخ زايد، شمال غزة، إنه وأطفاله لم يتناولوا الخبز منذ أكثر من أسبوع، فهم يعتاشون على طبق أو أكثر من المعكرونة او الأرز الذي تقدمه "تكايا" توزيع الطعام.
وأضاف: "قررت اليوم شراء كيلو دقيق وتفاجأت من ثمنه المرتفع، فقد وصل إلى 35 شيكلاً وهو مبلغ كبير والكيلو أصلاً لا يكفي لصناعة ما يحتاجه أطفالي من الخبز"، وتابع: "حالة الجوع التي نمر بها غير مسبوقة، فقد مررنا بالجوع خلال شهور العدوان السابقة، لكنها لم تكن بهذه الشدة".
سيضطر ابنا المواطن "البسيوني" محمد ومعاذ لحمل أوانيهما والتوجه نحو أقرب "تكية" قد توزع العدس أو الأرز.
وقال محمد إنه توقع أن يأكل الخبز بعد انقطاع أسبوع لكنه سيكتفي بما سيتسلمه من "التكية"، مشيراً إلى أنه يقضي بقية يومه وهو يشعر بالجوع.
وتسببت المجاعة المنتشرة في قطاع غزة بحالة واسعة من الحزن والغضب لدى المواطنين الذين باتوا يشعرون بالجوع طوال اليوم باستثناء ساعتين فقط عقب تناولهم وجبة وحيدة.
"إن استلمنا من التكية أكلنا واذا مستلمناش مكلناش"، هكذا قالت المواطنة "أم فضل" (44 عاماً) من مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، وهي تتحدث عن مدى تأثرها بأزمة الغذاء الراهنة في قطاع غزة.
وأضافت "كل يوم بروحو الأولاد على التكية عشان يجيبوا أكل، ومرات بجبوش، ويومها بنضل بلا طعام حتى اليوم الثاني، بس بنعوضها بشوربة عدس".
وأكدت مؤسسات دولية أن أزمة نقص الغذاء المفتعلة في غزة تمس بالأطفال، حيث قدر أن نحو 80% من أطفال غزة يشعرون بالجوع، وأن نحو 65% يعانون من سوء التغذية.
من جهته، قال المواطن نضال الشعراوي (40 عاماً)، إنه بالكاد يجد ما يطعم به أبناءه من الخبز، مشيراً إلى أنه يوزع رغيفاً واحداً لكل شخص يومياً، بسبب قرب نفاد الدقيق الذي بحوزته خلال الأيام القليلة القادمة.
وأضاف: "يتكفلون هم بإيجاد ما يأكلونه مع الرغيف، وفي غالب الوقت يأكلونه وحده".
بدورها، أوضحت المواطنة "أم أيمن" (38 عاماً) من بيت لاهيا، شمال القطاع، أنها تصحو من النوم ولا تجد ما تطعم به الأطفال، إلا من بقايا ما تسلمته من مساعدات في اليوم السابق، مشيرة إلى أن زوجها المريض يحتاج أيضاً للغذاء والدواء ولا يجده.
وقالت: "والله بنقدرش نقاوم الجوع وبيروح ابني كل ثلاثة ايام أو أكثر للبحث عن شراء كيلو دقيق ومرات بلاقيش وبنصبر حالنا بشوية معكرونة بناخدها من التكية مرة واحدة في اليوم".
وقدّرت مصادر محلية أن استمرار الإغلاق على قطاع غزة سيؤدي إلى توقف عمل "التكايا"، بالتالي نفاد آخر مخزون غذائي في القطاع.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق