"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المُتصاعد على القطاع - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:

 

تصاعد العدوان الإسرائيلي على عموم قطاع غزة، وجنوبه على وجه الخصوص خلال الفترة الماضية، مع اتساع الجرائم والفظائع الإسرائيلية بحق المدنيين، وتشديد الحصار.
"الأيام" تواصل نقل مشاهد جديدة من قلب القطاع، منها مشهد بعنوان "خان يونس في قلب النار"، ومشهد آخر يُوثق بالأرقام تصاعد المجازر بحق المدنيين خاصة النساء، والأطفال، والطواقم الطبية، والصحافيين، ومشهد ثالث يرصد الآثار النفسية للحصار.

 

خان يونس في قلب النار

على الرغم من أن محافظة خان يونس لم تشهد عمليات برية واسعة على غرار ما يحدث في رفح، وشرق غزة، وشمال القطاع، وأن التوغلات الإسرائيلية اقتصرت على أطرافها الجنوبية والشرقية، إلا أن المحافظة التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين ما زالت في قلب النار، وتشهد أكبر عدد من الضحايا بشكل يومي.
وبات واضحاً أن الاحتلال يُركز بشكل كبير على المحافظة، من خلال شن غارات يومية، تستهدف منازل، وخياماً، ومارة، إضافة لقصف مدفعي متواصل، يستهدف جنوب وشرق خان يونس، ويصل حتى وسطها.
وجراء الاستهداف المُتكرر للمحافظة، باتت مشافي خان يونس سواء الحكومية أو الخاصة، أو حتى الميدانية، تعمل بنظام الطوارئ، وتستقبل بشكل يومي عشرات الضحايا، بينما جنازات الشهداء لا تتوقف.
ويقول المواطن يوسف حمد: إنه نزح من مدينة رفح باتجاه محافظة خان يونس طلباً للأمان، لكن ما وجده في خان يونس كان موتاً وخوفاً ورعباً، فلا يوجد محافظة على مستوى قطاع غزة تتعرض للقصف والغارات كما خان يونس، وعدد الشهداء اليومي فيها يفوق عدد الضحايا في أي مكان آخر.
وأكد حمد، ويقيم في خيمة بمواصي خان يونس، أنه وجراء الاكتظاظ الكبير في خان يونس، فإن أي غارة إسرائيلية تُشن سواء في مخيمات النازحين، أو في قلب المدينة، تتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا، من بينهم نساء وأطفال.
وأشار إلى أن الطائرات بمختلف أنواعها وأشكالها لا تفارق سماء خان يونس، بينما الانفجارات المُدوية تُسمع في أرجائها طوال الوقت.
بينما يقول المواطن يوسف رضوان من سكان محافظة خان يونس: إن الأخيرة تشهد أكبر وأوسع هجمات جوية منذ تجدد العدوان قبل أكثر من 40 يوماً، وهذا الأمر انعكس على السكان والنازحين فيها، والناس فقدت الأمان، وباتت تعيش الخوف على مدار الساعة.
وأكد أن الاحتلال دفع النازحين عنوة إلى خان يونس، ثم وسع عمليات استهدافها من الجو، وحاصرها من ثلاث جهات، ولا أحد يعلم ماذا يخطط لها في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن غالبية الضحايا في خان يونس من النساء والأطفال، وهناك جرائم بشعة تُرتكب بحق المواطنين، إذ أدخل الاحتلال مؤخراً سلاح المُسيّرات المُفخّخة، في قصف البيوت والخيام، ما زاد من عدد الضحايا.

 

المدنيون ضحايا الغارات

منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، كان المدنيون هدفاً واضحاً لآلة القتل الإسرائيلية، التي حصدت أرواح عشرات الآلاف منهم.
وأظهرت آخر وأحدث الأرقام والإحصاءات، التي صدرت عن جهات الاختصاص في قطاع غزة، أن العدد الكبير من الضحايا من المدنيين، خاصة من النساء والأطفال.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد تجاوز عدد الشهداء من الأطفال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، أكثر من 18,000 طفل، وما يزيد على 12,400 امرأة، كما أباد الاحتلال أكثر من 2,180 عائلة، قتل فيها الأب والأم وجميع أفراد الأسرة.
بينما أباد الاحتلال ما يزيد على 5,070 عائلة لم يبق من كل منها سوى فرد واحد على قيد الحياة.
كما قتلت قوات الاحتلال أكثر من 1,400 طبيب وكادر صحي، و113 من أفراد الدفاع المدني، في حين اغتالت قوات الاحتلال وبدم بارد 212 صحافياً في محاولات متكررة لإسكات صوت الحقيقة.
وفي إطار جرائم الإبادة المتواصلة، حوّل الاحتلال خيام النازحين، المصنوعة من القماش والنايلون، إلى أهداف لغاراته، باستخدام قنابل وصواريخ حارقة، تحرق المواطنين وهم نيام، ولا يكاد يمر يوم دون استهداف الخيام، وقتل وجرح وحرق من فيها، من مدنيين، بينهم نساء وأطفال.
من جهته، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أن ما نشهده في الأيام الأخيرة تصعيد غير مسبوق في وحشية الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي على القطاع، موضحاً أن هذا التصعيد الخطير يتجسد في المجازر الجماعية المتتالية، التي تستهدف المدنيين العزل في منازلهم ومراكز نزوحهم، وحتى في خيام الإيواء.
ويضيف الثوابتة: إن "الاحتلال يُمارس الإبادة الجماعية ويتبع سياسة ممنهجة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المدنيين، كوسيلة للضغط السياسي والعسكري.
وبحسب الثوابتة، فإن المنشآت الطبية تُعاني شللاً شبه كامل، نتيجة للضغط الهائل في أعداد المصابين، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات، إلى جانب استهداف مباشر أو غير مباشر للمرافق الصحية.
من جهته، أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي، أن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دولياً دون تمييز أو وجود لأي مبرر في استهدافه لخيام النازحين ومراكز الإيواء، وما تبقى من مبان ومنشآت في القطاع.

 

الآثار النفسية للحصار

لم يقتصر الحصار الإسرائيلي المُشدد، وما رافقه من شح شديد في الطعام، وغلاء في الأسعار، على الأثر الجسدي المتمثل في الجوع والهزال، إذ أصابت هذه الحالة المواطنين والنازحين بآثار نفسية سيئة للغاية.
ويعاني النازحون، خاصة أرباب الأسر، مشاكل نفسية متمثلة في القلق والتفكير الدائم، والخوف من المستقبل جراء اشتداد الحصار، وتفاقم معاناة أفراد عائلاتهم.
ويقول المواطن محمود حماد: إنه بات لا يفكر في شيء سوى توفير الطعام لأفراد عائلته، فهذا الكابوس أرهقه نفسياً، وسيطر على تفكيره بشكل غير مسبوق.
وأكد حماد أنه يفكر في تأمين الطحين، وكذلك الرز، ومتطلبات أسرته الأخرى، ويفكر في الليل أين سيذهب، وهل هناك "تكيات طعام" ما زالت تعمل، وهل سيتمكن من جلب الأكل لأبنائه.
وأوضح أنه عاش وأسرته منذ بداية الحرب ثلاث مجاعات، لكن الأخيرة تعتبر الأكبر والأخطر، والأكثر تأثيراً على نفسيته وتفكيره، ولا يعرف إلى أين ستتجه الأمر، مبيناً أنه يُصاب بالرعب كلما جاءت في رأسه أفكار بأن أبناءه يتضورون جوعاً ولا يستطيع توفير الطعام لهم.
بينما يقول المواطن عبد الله نصر: إنه لا يتوقف عن التفكير في المستقبل، وكيف يستطيع تأمين الأكل لأبنائه، بعد أن بقي في خيمته نصف شوال من الطحين فقط.
وأكد أن الأخبار التي يتابعها تثير قلقه أكثر فأكثر، فهم يتحدثون عن مناطق إنسانية جديدة، الذاهبون إليها سيتعرضون للتفتيش والتدقيق في هوياتهم، وهذا قد يعرض المئات وربما الآلاف للاعتقال أو الإعدام الميداني، كما حدث على الحواجز المحيطة بحي تل السلطان غرب رفح مؤخراً.
وأوضح أن كل شيء يحيط به يدعو للإحباط والخوف من المستقبل، فثمن شوال الطحين وصل إلى 600 شيكل، والأسواق شبه خاوية من السلع، وأسعار الخضراوات المتوفرة ارتفعت، وهو لا يمتلك مالاً ولا عملاً، وعائلته التي يبلغ عدد أفرادها 7 أشخاص بحاجة للطعام بشكل يومي.
وأكد نصر أن الاحتلال يتعمد بشكل واضح استخدام المجاعة سلاحاً لتحقيق أهدافه السياسية، وللأسف المدنيون هم الضحية، وسط عجز كامل من المحيط العربي والإسلامي عن مساعدة الناس، وتقديم الطعام لهم، وإنقاذهم من هذا الهلاك العظيم، متمنياً انتهاء هذا الكابوس في أسرع وقت ممكن.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق