28 أبريل 2025, 5:00 مساءً
أكدت مدربة التربية والسلوك هدى القحطاني أن التنمر الوظيفي يُعد سلوكًا اضطرابيًا يقوم به بعض أرباب العمل ضد مرؤوسيهم، عبر محاولات السيطرة عليهم ومضايقتهم باستخدام عصا السلطة دون وجه حق.
وأوضحت أن هذه التصرفات تنم عن شخصية مضطربة منذ الصغر نتيجة التعرض لحالات تنمر في المدارس أو في المنزل، مما انعكس سلبًا على سلوك الشخص واستمر معه حتى الكبر، ليظل يتعامل بطريقة انتقامية مع ذاته ومع الآخرين، خاصة الموظفين الذين يقبعون تحت إدارته.
وأضافت القحطاني أن هذه الشخصية المضطربة تمثل سببًا كبيرًا لهجرة العديد من الموظفين من وظائفهم بل وحتى من أماكن إقامتهم خشية الالتقاء بهذه الشخصية أو حتى تذكر مكانها، معتبرة أن هذه الشخصيات العنيفة تحوّل بيئات العمل إلى بيئات طاردة، مما يجبر كثيرًا من الموظفين نفسيًا وقهريًا على تقديم استقالاتهم بسبب سوء التعامل.
وأشارت إلى أن أسباب التنمر الوظيفي تتضاعف مع ضعف الكفاءة الإدارية، حيث يفتقر بعض المديرين إلى الخبرة ويتسمون بسوء التعامل، ويبرعون في توجيه أصابع الاتهام للموظفين عند حدوث المشكلات دون تحقق أو تثبّت.
وشددت القحطاني على أن الحاجة ملحة اليوم لتوعية الموظفين والمديرين بحقوقهم وواجباتهم، مع توضيح الأضرار النفسية الناتجة عن التنمر، وضرورة ألا يخنع الموظف أمام الشخصية المتنمرة بل يواجهها عبر النظام الإداري لمنع تصاعد السلوك العدائي. كما دعت إلى أهمية حضور دورات سلوكية وتدريبية للحد من التنمر الوظيفي وأثره السلبي على بيئات العمل.
وحذّرت من تفشي التنمر الوظيفي داخل المنشآت إذا لم يتم التعامل معه بجدية، موضحة أن المدير المتنمر سيصبح قدوة سيئة للقادة ورؤساء الأقسام مما يؤدي إلى استمرار التنمر وتدهور الأداء العام للعمل بسبب الأجواء السلبية.
وفي ختام تصريحها، وجّهت القحطاني رسالة للمتنمرين قائلة: نرحل ويبقى الأثر، والأخلاق والسيرة الحسنة وحب الناس.. علينا أن نلتقي بالحب والود ونقف على أرضية الاحترام والأخلاق. فالإنسان الحق من يترك في الحياة أثراً جميلاً يبقيه حياً بين الناس بعد رحيله.. اجعل الناس عند ذكرك تبتسم وتدعو لك، فالحياة فانية لا تستحق أن نؤذي أحدًا لأجلها.”
0 تعليق