ولأننا لسنا بمعزل عن الآخرين فنحن جزء من عالم يشهد ثورة تقنية رائعة ومتسارعة، لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن منتج إلكتروني جديد، وهذا التسارع والتقدم التقني يعد سمة من سمات هذا العصر ووسيلة للتقدم والتميز، امتدت لتشمل مجالات مختلفة من الحياة ومن أهمها التعليم مرتكز كل التطور، الذي أولته بلادنا اهتماماً كبيراً؛ ليكون تعليماً متطوراً مواكباً لعصره وزمانه، فأصدرت قراراً بتأسيس المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الذي صدرت مؤخراً القواعد التنفيذية للائحته، والذي فرضه الواقع المعاش سواء عن بُعد أو مدمج أو متزامن مساوٍ للاعتيادي المباشر ولا فرق في شهادتهما، ناهيك عن نجاحنا غير المسبوق في التعليم العام في منصة مدرستي والمنصات الأخرى في التعليم العالي التي فرضتها ظروف جائحة كورونا، التي جعلت مؤسسات التعليم العالي تعمل على الوفاء بمتطلبات التعليم الإلكتروني وتطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس للاستفادة من التقدم التقني المعاصر، فهذه التقنية دعمت عمليتي التعليم والتعلم واتصال المعرفة وتخزينها والتواصل بين المجتمعات المختلفة ووفرت مساحة تعليمية تفاعلية تحتوي على مصادر متعددة دون تقيد بمكان أو زمان والاعتماد على التعليم الذاتي والتفاعل بين المتعلمين والمعلمين، وتطوير استخدامات الحاسب الآلي وتطبيقاته في التعليم، واستغلال الإنترنت والمناهج الإلكترونية والفصول الإلكترونية.
ولقد استخدم التعليم الإلكتروني في التعليم لما له من دور في توفير المراجع العلمية والمحتوى المقرر بشكل جذاب وعلى مدار الساعة، وإسهاماته في استيعاب الأعداد المتزايدة ودوره في تسهيل التواصل بين المعلم وطلابه من خلال الصفحات الإلكترونية.
ومن هنا يجب أن يقوم جميع المهتمين بالتعليم الإلكتروني بالعمل الجماعي؛ لكي ينشروا الوعي بين قطاعات المجتمع المختلفة بالخسائر المحتملة والسيناريو القائم نتيجة التأخر في تبني نشر وتطبيق التعليم الإلكتروني، ومؤخراً ازدادت الفرصة لمؤسسات التعليم العام والعالي للاستفادة من أدوات تقنيات المعلومات والاتصالات الرقمية وتطبيقاتها، ورغم حداثة دخول الحاسب وتطبيقاته في التعليم، واستخدام الإنترنت في التعليم والسعي لزيادة توظيف التقنية في التعليم والسعي لتطوير العلاقة بين التعليم والتقنية من خلال تقنية التعليم الإلكتروني، الذي يعتبر طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكات ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بُعد أو بواسطة التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت واقل جهد وأكبر فائدة إلا أنه في تطور مستمر، بل أصبح صناعة تهتم بها شركات عالمية محترفة كونه السوق الواعدة الأسرع نمواً، الذي يتضاعف حجم سوقه لأكثر من الضعفين كل عام، وسبب هذا التسارع والنمو لهذا النوع من التعليم ما يقدمه من خدمات للمؤسسات التعليمية ومنسوبيها من رفع الجودة لبرامجها، وتوفير مصادر متجددة للمعرفة، وزيادة الفاعلية في التدريس، وزيادة لانتشار ما تقدمه من برامج تعليمية، وتخطيها حدود المكان لتصبح عالمية، يمكن أن يدرس فيها طلاب من شتى أنحاء العالم وبتكاليف مادية، فمن مزاياه أنه يساهم في حل بعض المشكلات التعليمية الناجمة عن تزايد أعداد الطلاب وطول الوقت وحجم التكلفة والجهد وضعف مخرجات التعليم.
أخبار ذات صلة
0 تعليق