اضطر مارك زوكربيرغ عند مثوله أمام لجنة التجارة الفيدرالية يوم الاثنين، إلى استعادة اللحظات التي أبدى فيها تشككه في قدرة فيسبوك على المنافسة في مجال مشاركة الصور عبر الهاتف المحمول، وقرر شراء إنستغرام؛ حيث شهد في محاكمة ترى فيها الحكومة الأمريكية وجوب توقف هذا الاستحواذ.
وبدأ زوكربيرغ، مؤسس شركة ميتا بلاتفورمز، مساءلة ظلت مرتقبة بدرجة كبيرة استغرقت سنوات في الإعداد لها، حيث تسعى لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية إلى إثبات أنه دفع المال حتى يتمكن من احتكار شبكات التواصل الاجتماعي.
واستغرق زوكربيرغ أكثر من ثلاث ساعات بعد ظهر يوم الاثنين يجيب فيها عن أسئلة الوكالة حول تاريخ الصفقة، ومن المتوقع أن يعود يوم الثلاثاء.
وأظهر دانيال ماثيسون، محامي المحاكمة الرئيسي في لجنة التجارة الفيدرالية، رسائل إلكترونية تثبت أنه خلال فترة ازدهار تطبيقات الهاتف المحمول، بين عامي 2010 و2012، واجه زوكربيرغ صعوبة في إقناع فرق عمله ببناء منتجات عالية الجودة لمشاركة الصور.
قلق زوكربيرغ
وعرض ماثيسون رسائل بريد إلكتروني من زوكربيرغ يعبر فيها عن قلقه من أن الموقع متأخر كثيراً عن إنستغرام، بما في ذلك رسالة تعود إلى يونيو/حزيران 2011 تفيد بأنهم بحاجة إلى «تنظيم أمورهم بسرعة».
وفي سبتمبر من ذلك العام، قال زوكربيرغ: «إذا استمر إنستغرام في التوسع على الهواتف المحمولة أو إذا اشترته غوغل، فسيتمكنون بسهولة خلال السنوات القليلة القادمة من إضافة أجزاء من خدمتهم تشابه ما يفعلونه حالياً، وإذا حققوا نمواً في صور الأشخاص، فهذه مشكلة حقيقية بالنسبة لنا».
وأكد زوكربيرغ أنها رسائله.
وتعزز هذه الرسائل دعوى لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية بأن شراء إنستغرام، وواتساب لاحقاً، كان بهدف قمع المنافسة وتوليد احتكار في مشاركة الرسائل مع العائلة والأصدقاء عبر الإنترنت.
وأمضى محامي شركة ميتا أكثر من ساعة صباح يوم الاثنين وهو يجادل بأن ميتا تتعلق بأكثر من الأصدقاء والعائلة، وتتنافس مع مجموعة أوسع من شركات وسائل التواصل الاجتماعي التي قالت الشركة إنها تشمل يوتيوب وتيك توك وسناب.
تمكين التواصل
وقال زوكربيرغ إن تمكين الناس من التواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم يظل من أولويات شركته، ومع ذلك لطالما كانوا يقدمون خدمةً تتيح اكتشاف ما يحدث في العالم والتعرف إليه.
وفي حال رجحت كفة لجنة التجارة الفيدرالية، فإن إنشاء شركة منفصلة عن إنستغرام وواتساب من شأنه أن يلغي سنوات من التكامل بين التطبيقات، ويعطل اثنين من أكثر المنتجات الاستهلاكية الرقمية شعبية في العالم، وقد يمحو مئات المليارات من الدولارات من القيمة السوقية لشركة ميتا.
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة لمدة شهرين تقريباً، وتتضمن أيضاً شهادة المديرة التنفيذية السابقة لشركة ميتا شيريل ساندبرغ.
وتقول اللجنة إن عمليات شراء شركة ميتا لشركة إنستغرام وواتساب تمثل «عمليات استحواذ قاتلة» منعت تلك الشركات من المنافسة.
ولدعم دعواها بأن الصفقة احتكار، ستزعم اللجنة أن جودة تطبيقات ميتا قد تراجعت، ولا سيما مع زيادة الإعلانات وضعف حماية الخصوصية.
0 تعليق