19 أغسطس 2025, 5:47 صباحاً
تتواصل مسيرة المملكة العربية السعودية الإغاثية الإنسانية والخيرية منذ نشأتها وحتى عصرها الحالي بعطاءٍ سخي، وعزم لا يلين، ومبادئ ثابتة، إذ قدّمت المملكة مساعدات إنسانية وتنموية تجاوزت 141 مليار دولار أمريكي، ونفّذت ما يزيد على (7,983) مشروعًا في (173) دولة، مما رسّخ مكانتها بين أكبر الدول المانحة على مستوى العالم.
وفي خطوة لتعزيز هذا الدور الإنساني، أنشأت المملكة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتاريخ 13 مايو 2015م، بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ليكون الذراع الإنساني للمملكة في الخارج، مستندًا إلى مبادئ الشفافية، والحيادية، والاحترافية في أدائه؛ حيث نفّذ المركز منذ تأسيسه (3,612) مشروعًا إغاثيًا وإنسانيًا في (108) دول، بقيمة تتجاوز (8) مليارات و(141) مليون دولار أمريكي، استفادت منها ملايين الفئات المحتاجة دون تمييز.
وفي سياق دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، حرصت المملكة على إيصال المساعدات إلى قطاع غزة للتخفيف من الظروف القاسية وأزمة المجاعة الكبيرة التي يشهدها القطاع، في ظل استمرار الحرب وتعقّد الوضع المعيشي لكثير من الأسر؛ حيث سيّر المركز جسرًا جويًا وآخر بحريًا، وصل منه حتى الآن (58) طائرة و(8) سفن، حملت أكثر من (7,180) طنًا من المواد الغذائية والطبية والإيوائية، كما جرى تسليم (20) سيارة إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ووقّع المركز اتفاقيات مع منظمات دولية لتنفيذ مشاريع إغاثية داخل القطاع بقيمة (90) مليونًا و(350) ألف دولار، إضافة إلى تنفيذ عمليات إسقاط جوي بالشراكة مع الأردن لتجاوز إغلاق المعابر وتأمين وصول المساعدات.
وفي إطار مساندته للشعب السوري الشقيق، سيّر المركز جسورًا جوية وبرية للجمهورية العربية السورية، تحمل على متنها مساعدات غذائية وإيوائية وطبية لتقديمها للمتضررين، والإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حاليًا، كما أطلق المركز برنامج "أمل التطوعي السعودي" لدعم الأشقاء في سوريا، والذي يتضمن تنفيذ (104) حملات تطوعية في مجالات طبية وتعليمية وتدريبية وتمكين اقتصادي، بمشاركة أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة من أبناء وبنات المملكة، ويغطي هذا البرنامج أكثر من (45) تخصصًا، بإجمالي ساعات تطوعية تُقدّر بـ (218,500) ساعة.
وفي استجابة عاجلة للكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير 2023م، أطلق المركز جسرًا جويًا لتقديم مساعدات طبية وإيوائية وغذائية ولوجستية للمتضررين، إلى جانب تنظيم حملة شعبية عبر منصة "ساهم"، وتدشين برنامج "سمع السعودية" النوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي.
ومن بين أبرز الإنجازات الإنسانية التي تميّزت بها المملكة، البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، الذي أثبت تميّزه إقليميًا وعالميًا من خلال إجراء (66) عملية جراحية دقيقة مجانًا بالكامل، شملت دراسة (150) حالة من (27) دولة مختلفة، دون تحميل المرضى أو أسرهم أي تكاليف؛ ما يُجسد القيم النبيلة التي تنطلق منها المملكة في تقديم رعايتها الطبية للمتضررين حول العالم.
وبمبادرة من المملكة، اعتمدت الأمم المتحدة يوم 24 من نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة؛ وذلك بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية، والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة.
ودشّن المركز برامج نوعية مؤثرة، من أبرزها مشروع "مسام" الذي أسهم في إزالة أكثر من (500) ألف لغم من الأراضي اليمنية، بما ساعد على حماية أرواح المدنيين، إضافة إلى برنامج الأطراف الصناعية الذي قدّم خدماته لآلاف الأشخاص ممن فقدوا أطرافهم، شملت تركيب أطراف عالية الجودة، وتقديم خدمات التأهيل الشامل.
وضمن جهوده الموجهة للأطفال، نفّذ المركز مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين، واستفاد منه (530) طفلًا يمنيًا تعرّضوا للتجنيد أو التأثر بالنزاع، إلى جانب أكثر من (60) ألف فرد من أسرهم تلقّوا دعمًا نفسيًا وتوعويًا واجتماعيًا.
وعلى صعيد العمل التطوعي، أطلق المركز البوابة السعودية للتطوع الخارجي التي تضم أكثر من (80) ألف متطوع ومتطوعة، ونفّذ من خلالها ما يقارب (991) برنامجًا في (55) دولة، استفاد منها أكثر من مليوني شخص، وشملت تلك المبادرات تنفيذ (236) ألف عملية جراحية مجانية في تخصصات مختلفة.
وفي جانب دعم العمل الخيري، نجحت منصة التبرعات الإلكترونية "ساهم" في جمع أكثر من مليار و(605) ملايين دولار من (8) ملايين و(460) ألف متبرع، ما دعم استمرارية برامج المركز، ومكّن من الوصول إلى الفئات الأشد حاجة حول العالم.
وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني، المصادف للتاسع عشر من أغسطس من كل عام ميلادي، ترسم المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة صورة مشرقة للعطاء الإنساني الذي لا يعرف الحدود، ويزرع الأمل في قلوب المتضررين من الأزمات والكوارث حول العالم.
0 تعليق