وجاءت الإجابة هذا الأسبوع واضحةً، وبأبلغ صورة، حين فاز نادي الهلال السعودي على مانشستر سيتي، أحد أقوى فرق العالم، في مباراة أثارت ضجة إعلامية عالمية غير مسبوقة.
هذا الانتصار لم يكن فقط إنجازًا رياضيًا، بل دعاية مجانية على مستوى عالمي للمملكة العربية السعودية وتحولاتها الجذرية.
فوز الهلال على بطل أوروبا لم يكن مجرد فوز في مباراة، بل كان بمثابة إثبات واقعي على أن المشروع الرياضي السعودي يسير في الاتجاه الصحيح. الهلال لا يمثل نفسه فقط، بل أصبح واجهة لمنظومة كاملة من التطوير، من الاستثمار في اللاعبين، إلى تحسين البنية التحتية، مرورًا بالإدارة الرياضية الحديثة، وانتهاءً بالقدرة على استضافة وتنظيم بطولات على أعلى مستوى.
في غضون ساعات من نهاية المباراة، تصدّرت أخبار فوز الهلال على مانشستر سيتي عناوين كبرى الصحف والقنوات العالمية، من «بي بي سي» و«سي إن إن» إلى «سكاي سبورت» تحدث الجميع عن الدوري السعودي، وعن صعود الكرة السعودية، وعن الجدية في بناء مشروع رياضي حقيقي.
تلك التغطية الإعلامية المجانية، التي تقدّر قيمتها التسويقية بمئات الملايين من الدولارات، ما كانت لتتحقق لولا هذا الفوز المهم. لقد تمكّنت السعودية من فرض قصتها على الإعلام الدولي من بوابة الرياضة، وهو ما تسعى إليه كثير من الدول عبر حملات دعائية تستنزف ميزانيات ضخمة دون تأثير مماثل. هذا الانتصار يختصر كيف يمكن للرياضة أن تكون وسيلة فعّالة لرواية قصة بلدٍ يتغير وبيئة حيوية، واقتصاد يتطور، ومجتمع ينفتح بثقة على العالم. في الوقت ذاته يرسّخ صورة المملكة مركزًا جاذبًا للاستثمار الرياضي، ومكانًا قادرًا على المنافسة لا الاستضافة فقط.
بلغة الأرقام، قد يصعب تقدير القيمة الحقيقية لهذا الانتصار، لكن بلغة التأثير، يمكن الجزم بأن فوز الهلال كان نقطة تحوّل في نظرة العالم إلى المشروع الرياضي السعودي. لقد نجحت المملكة في إيصال رسالتها إلى جمهور عالمي من دون إعلان، ومن دون تصريح رسمي، فقط عبر مباراة. فوز الهلال على مانشستر سيتي ليس نهاية القصة، بل خطوة مهمة في مشوار طويل نحو العالمية.
أخبار ذات صلة
0 تعليق