نازحو القطاع يكافحون هجوم الزواحف والقوارض على خيامهم - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كتب خليل الشيخ:


قلل ذوو الطفل مصعب قاسم ابن الثمانية أعوام، من أثر علامات السخونة والتعب البادية عليه، معتقدين أنه عارض لمرض الانفلونزا، إلا أن الأمر لم يعد كذلك بعدما أبلغهم بأنه تعرض للدغة لا يعرف مصدرها.
وأوضح الطفل لعائلته، التي صعقت بعدما لاحظت جحراً للعشرات من العقارب في ركن صغير داخل خيمتها المقامة خلف مستشفى الشفاء في مدينة غزة، أنه شعر باللدغة بينما كان يحاول البحث عن ملابسه المتراكمة في الخيمة.
وقال والده لـ"الأيام" إنه نقل ابنه الملدوغ بعد مرور وقت طويل، إلى المستشفى المجاور وهو يشعر بخوف عليه من التسمم، إلا أن الطبيب طمأنه بأن اللدغة بسيطة ولم تصل إلى حد التسمم.
واستطاع الأب بمساعدة من الجيران، قتل صغار العقارب في الجحر، وملاحقة ثقوبها الصغيرة وسط تخوفات من انتشار المزيد.
وتكثر أكوام الركام في محيط خيمة عائلة قاسم النازحة من بيت حانون، نتيجة تدمير المئات من المنازل المحيطة بسور المستشفى من جميع الجهات، لا سيما الجهة الغربية.
واشتكى النازحون، خاصة المقيمين في الخيام، من انتشار كبير للعقارب والزواحف بشكل عام، في الأسابيع الأخيرة.
وأرجع هؤلاء انتشار الزواحف بين الخيام، المقامة بين ركام المنازل، إلى الارتفاع الكبير في درجة الحرارة، ما يدفعها إلى الخروج من جحورها كالمعتاد في فصل الصيف.
وأبلغ الشاب عبد الله رجب، النازح من بيت لاهيا إلى بلدة القرارة، عن تعرضه للدغة أفعى بينما كان نائماً بجانب خيمته المقامة في رمال غرب البلدة، هرباً من الحر الشديد، مشيراً إلى أن كماً كبيراً من الأفاعي يجاور خيام النازحين في تلك المنطقة.
ولم يتمكن رجب من الوصول إلى المستشفى لبعد محل نزوحه عن أقرب مستشفى، لافتاً إلى أنه اتبع وسائل بدائية في التخلص من سم الأفعى.
ولا تعتبر رمال المواصي جنوب ووسط قطاع غزة الوحيدة التي تسهل انتشار الزواحف والأفاعي، بل ساهم التراكم الطويل للأبنية المدمرة، في خلق بيئة ملائمة لنمو هذه الزواحف وعيشها.
وأشار إسماعيل أبو قينص من دير البلح، إلى أن مرور شهور على تدمير الأبنية والمنازل، وبقاء أكوام الركام سمح بتواجد وعيش الحشرات والقوارض والأفاعي تحتها.
وتكثر هذه الأكوام بين المنازل بحيث يسهل على القوارض والأفاعي الانتقال من بيئات عيشها إلى أماكن عيش المواطنين في المنازل المدمرة أو الخيام.
واعتبر أبو قينص أن أكثر المتضررين من انتشار الأفاعي هم النازحون الذين يقطنون في خيام لا تمنع تسلل هذه الأفاعي إليها.
كما اشتكى نازحون آخرون من انتشار القوارض، بحجميها الكبير والصغير، بين خيامهم وتسلل بعضها عبر الرمل والتراب، مشيرين إلى أنهم لا يواجهون الحرب، بل يواجهون كافة تداعياتها لا سيما مع استمرار التلوث البيئي، وغياب سبل مكافحة هذه القوارض.
واضطر غالبية النازحين إلى اتباع وسائل بدائية لمنع اقتحام وهجوم هذه القوارض إلى خيامهم ومحال إقامتهم، فمنهم من يغلق الخيمة طوال الوقت، وآخرون يشعلون النار لمنعها من الهجوم.
ووجد بائعو مواد مكافحة الحشرات ضالتهم عندما ابتكروا أدوية ومبيدات تمنع اقتراب القوارض من الخيام.
وقال حسين أبو خوصة إنه يحضر خلطة مبيدات يتم رشها في محيط الخيمة تمنع من خلالها اقتراب القوارض، مشيراً إلى أنه يبيعها للنازحين بأثمانٍ رمزية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق