عاجل

"نتنياهو جره إليها".. "واشنطن بوست": "ترامب" لم يُهيئ أمريكا لحربه ضد إيران - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

22 يونيو 2025, 3:09 مساءً

أعربت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن قلقها إزاء التصعيد المفاجئ الذي قاده الرئيس دونالد ترامب ضد إيران، مساء أمس، مشيرة إلى أن ترامب أعلن في وقت سابق أنه سيستغرق ما يصل إلى أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن قصف إيران، مضللاً بذلك العالم والجمهور الأمريكي على حد سواء، فلم تمضِ أيام قليلة حتى كشف ترامب بنفسه، في خطاب ألقاه ليلة أمس، أن الولايات المتحدة "قضت تمامًا وكليًا" على المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو، وموقع في أصفهان يضم منشأة لتحويل اليورانيوم، وهذا التصريح المفاجئ، بحسب الصحيفة، وضع أمريكا في قلب حرب لم يكن الشعب الأميركي مستعدًا لها، ففي الوقت الذي بدا فيه الجيش الأمريكي على أهبة الاستعداد، فإن بقية البلاد لم تكن كذلك، وهذه التطورات السريعة تثير تساؤلات جدية حول استراتيجية ترامب وأهداف هذه المواجهة الجديدة.

غموض استراتيجي

وتطرح صحيفة "واشنطن بوست" تساؤلاً جوهريًا مفاده: ما هو تعريف ترامب "للسلام" بعد إدخال الولايات المتحدة في هذا الصراع المسلح مع إيران؟ هل هو التزام يمكن التحقق منه من طهران بعدم السعي أبدًا لامتلاك أسلحة نووية؟ هل هو إنهاء عنف إيران الذي ترعاه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والذي ذكره ترامب تحديدًا ليلة السبت؟ هل يهدف إلى تغيير النظام؟ ففي الفترة التي سبقت الضربات، دعا ترامب إلى "الاستسلام غير المشروط"، ويبقى السؤال المحوري: ما الذي سيرضيه أقل من ذلك، وكم من الموارد الأمريكية سيلتزم بها لتحقيق أهدافه؟ رغم أن الغموض الاستراتيجي يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الأحيان لإرباك الخصم، فإن الأمريكيين وممثليهم في الكونغرس، الذين يمنحهم الدستور سلطة إعلان الحرب، يحتاجون إلى وضوح تام بشأن ما يحاول ترامب تحقيقه وكيف يريد ذلك؟

ومع قرار ترامب بالمخاطرة بالدخول في هذا الصراع، خاصة وأن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القنابل الخارقة للتحصينات الأنسب لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، ترى الصحيفة أنه يجب عليه التأكد من تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما ادعى أمس، وهذا يعني تدمير المواقع المستهدفة بالإضافة إلى أي قدرة متبقية على بناء الأسلحة. بعد ذلك، يجب عليه إبرام صفقة مع طهران تهدف إلى ضمان إنهاء الإيرانيين لبرنامجهم النووي بشكل دائم، وهذه الخطوة ستكون معقدة وحساسة للغاية، فبعد هذه الضربات، قد تغرى الحكومة الإيرانية بالسعي نحو الأمن الذي يوفره امتلاك الأسلحة النووية، وربما تفعل ذلك بشكل سري أكثر مما كانت عليه من قبل.

تغيير النظام

وتشير الصحيفة إلى أن هذا الوضع قد يؤدي بدوره إلى دعوات لإسقاط النظام بالكامل. وهنا، يجب على ترامب أن يتنصل من أي مصلحة في تغيير النظام، والذي سيكون أصعب في إيران مما كان عليه في العراق وأفغانستان، كما يجب على ترامب كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محاولة توسيع الصراع، فنتنياهو قد جرّ الولايات المتحدة بالفعل إلى هذه الحرب، ولا ينبغي لترامب أن يسمح له بإملاء شروط إنجازها، فالمصلحة الأمريكية تقتضي حماية جنودها ومواردها.

ويعتمد الكثير الآن على كيفية اختيار إيران للرد، فبعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى تدهور قدرتها الصاروخية، وتعطيل قيادتها وسيطرتها العسكرية بمقتل العديد من كبار أعضائها القياديين العسكريين، لا تزال إيران تمتلك بعض القدرة على ضرب أهداف أمريكية في المنطقة، وخاصة القوات الأمريكية البالغ عددها 40 ألفًا المتمركزة في مختلف دول الشرق الأوسط، ويمكن لإيران أن تحاول تعطيل الملاحة الدولية في مضيق هرمز، أو تستهدف حلفاء أمريكيين آخرين في المنطقة، في محاولة لإثارة صراع أوسع، ومن المحتمل أن تحد إيران المهانة من انتقامها، على الأقل على المدى القصير، وتلتقي ترامب مستعدة للتفاوض على صفقة تقيد طهران بشكل دائم، أو قد تنشأ حملة تصعيد للضربات والضربات المضادة.

عواقب متعددة

وترى "واشنطن بوست"، أن تدمير مواقع أسلحة نووية منفصلة بسيطً، مقارنة بتقويض قدرة إيران على خنق التجارة في الخليج العربي أو تنفيذ عمليات غير متكافئة أخرى، كما أثبت الحوثيون المدعومون من إيران عندما هددوا السفن العابرة للبحر الأحمر، على الرغم من الجهود الدولية الكبيرة لوقفهم.

فإلى أي مدى سيشعر ترامب بأنه مضطر لإنهاء مثل هذه الهجمات بالقوة، أو على الأقل محاولة ذلك؟ وإلى أي مدى سيكون ترامب راضيًا عن قيود على برنامج إيران النووي فقط، بدلاً من قدرتها على إنتاج واستخدام الأسلحة التقليدية؟ وما المدة التي سيطيل فيها الصراع لتحقيق أهداف تتجاوز احتواء طموحات إيران النووية؟ لا يوجد شيء استراتيجي في البقاء غامضًا بشأن هذه النقاط، خاصة لبناء قبول عام لحرب لم يتخيلها أحد أن الولايات المتحدة ستخوضها قبل أسابيع قليلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق