أثار القصف الأمريكي لمواقع نووية في إيران ردود فعل متباينة بين السياسيين الأمريكيين، حيث انقسمت الآراء بين تأييد حار وإدانة فورية، ما يعكس الانقسامات العميقة في الولايات المتحدة التي تتجاوز الحدود الحزبية، في وقت تواجه فيه واشنطن تدخلاً عسكرياً جديداً في الخارج.
وأعلن الرئيس دونالد ترمب أن الولايات المتحدة نفذت ضربات على 3 مواقع نووية إيرانية، منضمة بشكل مباشر إلى جهود إسرائيل هذا الشهر لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
وكان ترمب قد أشار في وقت سابق إلى أنه سيمنح إيران مهلة أسبوعين قبل اتخاذ قرار بالانضمام إلى العملية العسكرية الإسرائيلية أو الامتناع عنها، لكن هذا الموقف تغير بسرعة نهاية الأسبوع.
الهجوم الأمريكي جاء بعد أكثر من أسبوع من الضربات الإسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيرة والغارات الجوية على الدفاعات الجوية الإيرانية وقدراتها الصاروخية الهجومية ومنشآت التخصيب النووي.
وكان يُعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القوة الهجومية الكافية لاستهداف جزء أساسي من العمليات النووية الإيرانية المدفونة تحت الأرض، وهو ما تحقق الآن.
وبحسب صحيفة «الغارديان» أثار القرار إدانة من النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا رو خانا، وهو من التقدميين الذين يعارضون أي عمل عسكري أمريكي ضد إيران.
ويخطط «خانا» مع النائب الجمهوري المتشدد توماس ماسي لتقديم تشريع يجبر ترمب على الحصول على موافقة الكونغرس للانخراط في الصراع بين إسرائيل وإيران.
وكتب «خانا» على منصة إكس: «يجب على الكونغرس التصويت على مثل هذه الإجراءات، وعلينا العودة فوراً لواشنطن للتصويت على قرار صلاحيات الحرب الذي أقترحه مع النائب «ماسي» لمنع توريط أمريكا في حرب أخرى لا نهائية في الشرق الأوسط».
من جانبه، غرد «ماسي»: «هذا غير دستوري».
ويمثل تعاون «خانا» و«ماسي» لحظة نادرة من التعاون بين الحزبين في المشهد السياسي الأمريكي المنقسم.
فيما أعربت النائبة الجمهورية المتشددة مارجوري تايلور غرين، المؤيدة الثابتة لسياسات ترمب، عن شكوكها في الهجوم على إيران، وكتبت على إكس: «لنتحد جميعاً ونصلي من أجل السلام».
كما طالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الديمقراطي من نيويورك، زعيم الأغلبية الجمهوري جون ثون بإجراء تصويت فوري على هذا الأمر، مشدداً على ضرورة تطبيق قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، الذي يحد من سلطة الرئيس في إشراك الولايات المتحدة في نزاع مسلح دون موافقة الكونغرس.
في الوقت نفسه، خلال تجمع في تولسا، أوكلاهوما، قرأ السيناتور اليساري بيرني ساندرز بيان ترمب الذي أعلن فيه الهجوم، ما أثار هتافات الجمهور «لا لمزيد من الحروب».
ووصف «ساندرز» الهجوم بأنه مقلق وغير دستوري بشدة.
وذهبت النائبة الديمقراطية ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز إلى أبعد من ذلك، داعية إلى عزل ترمب، واصفة قراره بأنه انتهاك خطير للدستور يهدد بتوريط الولايات المتحدة في حرب قد تمتد لأجيال.
من جهته، اتهم زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز ترمب بتضليل الأمريكيين، محذراً من أن مخاطر الحرب ارتفعت بشكل كبير، ومتمنياً سلامة القوات الأمريكية في المنطقة.
في المقابل، أبدى بعض الديمقراطيين، مثل السيناتور جون فيترمان من بنسلفانيا، تأييداً للهجوم، معتبراً أنه القرار الصحيح لمنع إيران، التي وصفها بأنها الراعي الرئيسي للإرهاب، من امتلاك قدرات نووية.
على الجانب الجمهوري، هنأ صقور مثل السيناتور ليندسي غراهام من كارولينا الجنوبية ترمب على قراره، مشيدين بالقوات الجوية الأمريكية.
كما شبه النائب السابق مات غايتز الهجوم بضربة قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني عام 2020، معتبراً أن ترمب يسعى لأن تكون هذه الضربة «مرة واحدة وانتهى الأمر» دون السعي لتغيير النظام.
أخبار ذات صلة
0 تعليق