سافر إلى أمريكا، للاطمئنان على صحته، وقضاء وقت يتخفف فيه من عناء العمل الذي يعشقه، ولم يدوّن على المنصات، أنه في طريقه إلى بلاد العمّ سام، شأن كثير ممن يستهوون السفر، ويتباهون به، بل آثر أن يذهب كعادته بصمت، وكأنه يشعر بشيء ما، لم يودّ أن يعكّر به مزاج الأحبة والأصدقاء.
من عرف (أبو زياد)، يدرك أنه إنسان يعتني بعنوانه في جازان كي لا يضلّ قاصد زهرة الجنوب الطريق إلى قلبه، وظلّ ربع قرن يؤجل طباعة ديوانه، الذي رتّب فيه أجمل وأنبل الكلمات المعبّرة عن روح مُحبة ومتفائلة؛ وحاديه الأمل بأنّ بعض المشاريع لا يضرها التأجيل، خصوصاً أنّ المطابع تزفّ يومياً الغثّ والسمين.
تناقلت جوالات وحسابات خبراً صادماً، بكل حرف فيه، فالرحيل غير المتوقع ينشف الريق، ويلعثم النطق، ويغدو الصمت أبلغ من كل عبارات الحزن والرثاء. وحقاً الذين مرّوا بالذاكرة سريعاً، ولفترة قصيرة، يخلدون في وجدان كل من عرفهم بأجمل وأنبل الذكريات.
أخبار ذات صلة
0 تعليق