ترسبات طينية في قاع «الأطلسي» - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

«ساي تيك ديلي»

في عمق سحيق من المحيط الأطلسي، وعلى بعد نحو 400 كيلومتر من سواحل غينيا بيساو غرب إفريقيا، توصل علماء إلى اكتشاف جيولوجي غير مسبوق، قد يغير فهمنا لتاريخ الأرض والمناخ، بعد أن عثروا على تشكيلات ضخمة من الترسبات الطينية المدفونة تحت قاع المحيط، يبلغ ارتفاع بعضها مئات الأمتار، وتمتد على مساحات واسعة، تشكلت قبل عشرات الملايين من السنين بفعل تيارات مائية قوية.
هذه الترسبات الهائلة، التي تُرى واضحة في الصور الزلزالية، تشكلت في منطقة كانت تعرف قديماً باسم «بوابة المحيط الأطلسي الاستوائية»، وهي ممر بحري طبيعي، ظهر عندما بدأت القارتان الإفريقية والأمريكية الجنوبية بالانفصال عن بعضهما، في حدث جيولوجي بالغ الأهمية أدى إلى ولادة المحيط الأطلسي.
استخدم الفريق العلمي بيانات زلزالية، ونتائج من مشروع الحفر في أعماق البحار الذي أطلق في سبعينات القرن الماضي، وتمكن من إعادة بناء مشهد جيولوجي يعود إلى العصر الوسيط، حين كانت الديناصورات لا تزال تجوب اليابسة، ووسط خمس طبقات رسوبية ضخمة، اكتشف العلماء طبقة مدهشة بشكل خاص، تحتوي على «انجرافات كنتورية» أو تلال رسوبية ضخمة نشأت من تيارات قاعية شديدة القوة.
وأوضح الباحثون أن هذه الترسبات العملاقة تشبه «شلالاً مائياً تحت سطح المحيط»، تشكلت نتيجة التقاء مياه شديدة الملوحة من الجنوب مع مياه أقل ملوحة في الشمال، ما أدى إلى تدفق هائل يشبه حركة سقوط المياه من علو شاهق.
الأهم من ذلك أن هذا الحدث الجيولوجي لم يكن مجرد ظاهرة طبيعية منعزلة، بل كان له تأثير عميق على مناخ الأرض، فقبل نحو 117 مليون سنة، كانت الأرض تمر بفترة تبريد طويلة، وكانت كميات ضخمة من الكربون تخزن في أحواض بحرية ناشئة، لكن مع فتح هذه البوابة البحرية الجديدة، تدفقت المياه المالحة إلى الشمال، ما أدى إلى تقليل فعالية دفن الكربون.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق