19 يونيو 2025, 8:50 مساءً
أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ARCO، عبد الله بن سهيل المهيدلي؛ ضرورة مساعدة اللاجئين وتأمين الحماية اللازمة لهم.
وقال "المهيدلي" في كلمة تنشرها "سبق" بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، تحت شعار "التضامن مع اللاجئين": يجب أن نتذكر الملايين الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم؛ إما بسبب النزاعات المسلحة، أو الكوارث الطبيعية، أو غير ذلك من الأزمات الإنسانية، وأن نعمل جميعاً على حشد التعاطف معهم، وإدراك معاناتهم الإنسانية، وإبراز همومهم وقضاياهم، وتقديم العون لهم؛ حيث إنهم يواجهون معاناة إنسانية غير مسبوقة، بعد أن تركوا كل شيء خلفهم في أوطانهم وهربوا باحثين عن ملاذ آمن لهم ولأسرهم، وهم في حاجة ماسة للمساعدة وتلبية احتياجاتهم المتزايدة باستمرار، وضمان حصولهم على المعونة الإنسانية دون قيود، وحسن معاملتهم بكرامة واحترام بصرف النظر عن جنسياتهم، وتوفير بيئة أفضل لهم في المجتمعات المضيفة.
وعدَّ هذه التظاهرة الدولية فرصة لتعزيز التعاون الدولي في تأمين استجابات فعّالة وعملية لخدمة اللاجئين، وتسليط الضوء على التهديدات التي دفعتهم للجوء ومحاولة وضع حلول ناجعة لها، والاستفادة من التقنية الحديثة في توفير مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم وتأمين الأمن الصحي والاجتماعي لهم، إضافةً لخدمات التعليم والتدريب لهم ولأبنائهم وغير ذلك من الاحتياجات الخدمية وتحسين حياتهم نحو الأفضل.
واستطرد قائلاً: يظل اللاجئون في حاجة ماسة إلى فهم واقعي وعملي لما يريدونه؛ ولعل أكثر ما يفقدونه عند عبورهم حدود أوطانهم هو كرامتهم؛ حيث إنهم فجأة يجدون أنفسهم في خيام مؤقتة أو مراكز استقبال مكتظة تفتقر فيها معايير الكرامة الإنسانية، مما يحتّم مضاعفة الجهود لتأمين الحق لهم في العيش حياة طبيعية؛ كما أنهم يريدون أن يكونوا فاعلين لا متلقين، شركاء لا عالة في المجتمعات المضيفة.
وأردف قائلاً: نحتاج في هذه التظاهرة العالمية إلى مؤازرة العاملين في الإغاثة الذين يواصلون أداء واجبهم في أقسى الظروف حرصاً على أن تصل المساعدات المنقذة للحياة للاجئين؛ مؤكدًا ضرورة تأمين العودة الآمنة للاجئين من خلال تسريع عملية إعادة التوطين لهم، وإزالة العقبات التي تحول دون عودتهم طواعيةً إلى بلدانهم الأصلية؛ وهم يتطلعون في يومهم العالمي إلى أن يُستمع إليهم، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في تبني السياسات والقرارات الخاصة بهم، على أن تبقى أبواب الأمل مفتوحة أمامهم، لأنهم رغم كل شيء، لا يزالون يحلمون بغدٍ مشرق يلتئم فيه رباط أسرهم من خلال إعادة الروابط العائلية لهم، ولمِّ أسرهم المشتتة في أماكن اللجوء، وتحديد مصير ومكان وجود المفقودين منهم.
وأكد أن الحماية القانونية للاجئين تعزز حماية حقوقهم وكرامتهم وسلامتهم، وتتضمن مجموعة حقوق وضمانات تكفلها القوانين الدولية والوطنية للأفراد الذين اضطروا لمغادرة بلدانهم.
وأكد أن قضية اللجوء تُعدّ إحدى أكثر القضايا الدولية ذات التداعيات الإنسانية الخطيرة؛ ولا بد من النظر إليها كقضية إنسانية بالدرجة الأولى بعيداً عن أي اعتبارات أخرى سواء كانت سياسية أو دينية؛ وتتطلب تكاتف دول العالم أجمع من خلال عصف ذهني عالمي لاقتلاعها من جذورها ومعرفة أسبابها، والسعي الجاد إلى الحد منها، مع تبني رؤية دولية مشتركة وصياغة حلول مبتكرة للتعامل مع القضية بوعي مستنير، واتخاذ موقف حاسم لوقف النزاعات المسلحة التي تدفع المواطنين إلى اللجوء خارج أوطانهم.
واختتم الكلمة قائلاً: في هذه التظاهرة الدولية نحتاج لمضاعفة العمل الجاد في معالجة قضية اللجوء، بدءًا من إنهاء النزاعات المسلحة وانتهاءً بدعم عمليات إعادة الإعمار، مع طرح هذه القضية في اجتماعات القادة بجامعة الدول العربية بمشاركة المنظمات المعنية ومؤسسات العمل العربي المشترك بهدف وضع حد لنزيف اللجوء من خلال إنهاء أي خلاف يمكن أن يتطور ويصبح نزاعاً مسلحاً.
0 تعليق