كتب محمد بلاص:

شرعت جرافات الاحتلال، أمس، بتنفيذ عمليات هدم واسعة النطاق داخل مخيم جنين حيث دخل العدوان الإسرائيلي يومه الرابع والأربعين بعد المائة، بالتزامن مع عمليات هدم تشنها في مخيم طولكرم.
وذكرت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، في بيان صحافي، أن قوات الاحتلال دفعت بعدة جرافات ثقيلة إلى المخيم شرعت في هدم المنازل، وذلك بعد يومين من توزيع خرائط جوية حددت نحو 100 منزل باللون الأحمر من أجل هدمها، لأغراض عسكرية كما ادعت.
وأضافت، إن الاحتلال وزع خرائط توضح الأبنية المستهدفة بالهدم، في تطور خطير، يأتي بعد تدمير أكثر من 66 وحدة سكنية في آذار الماضي.
وأكد البيان، أن هذه الخطوة تمثل تصعيداً جديداً في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل، والذي يشمل هدم منازل وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية، وسط انتشار عسكري كثيف في محيط المخيم وبلدات محافظة جنين.
وأشارت اللجنة، إلى أن قرية فقوعة شمال شرقي جنين، تعرضت لاقتحام استمر لأكثر من 30 ساعة، أغلق خلاله الاحتلال جميع المداخل، وشن حملة دهم طالت عدداً كبيراً من المنازل، واتخذ الجنود عدة منازل ونقاطاً استراتيجية في القرية كمواقع تمركز، ما حول القرية إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وأفادت، بأن قوات الاحتلال وسعت عملياتها العسكرية، واقتحمت بلدة برقين غرب جنين، حيث نفذت مداهمات واعتداءات طالت عدداً من الأطفال، ودهمت منزل المطارد سلطان خلوف وديوان عائلته، في إطار سياسة العقاب الجماعي المتواصلة، فيما انتشرت قوات أخرى في منطقة "الهدف" بمحيط مخيم جنين، ونفذت اعتداءات مباشرة ضد المواطنين، في مشهد يعكس تصعيداً متدرجاً يطال كافة أنحاء المحافظة.
وكانت قوات الاحتلال، أعلنت نيتها هدم 100 منزل في عدة مناطق بمخيم جنين، خاصة في الحارة الغربية وشارعي السكة وعبد الله عزام.
وبحسب بلدية جنين، فإن قوات الاحتلال هدمت نحو 600 منزل بشكل كامل وجزئي، داخل المخيم المحاصر، منذ بدء العدوان في 21 كانون الثاني الماضي.
وفي محافظة طولكرم، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الثامن والثلاثين بعد المائة، وعلى مخيم نور شمس لليوم الخامس والعشرين بعد المائة، وسط عمليات هدم مستمرة للمباني السكنية وإحراق عدد منها.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية ترافقها جرافة من النوع الثقيل، من بوابة "نتسانيعوز" غرب مدينة طولكرم، وسط تحركات مكثفة لآلياتها وفرق المشاة.
وأقدمت قوات الاحتلال على إحراق مخازن ومحال تجارية تعود لعائلة فرعتاوي، في شارع نابلس على أطراف مخيم طولكرم، حيث امتدت النيران إلى المنزل الذي حولته في الأشهر الماضية إلى ثكنة عسكرية.
واندلعت النيران بشكل واسع في المنزل والمخازن التجارية، واستمرت حتى ساعات الفجر، حيث تمكنت طواقم الدفاع المدني من طولكرم وعنبتا ودير الغصون من السيطرة على الحريق بعد ساعات طويلة، وأتت النيران على كامل البضائع في الطابق الأرضي حيث المخازن التجارية، والطابق الثاني من البناية، مخلفة خسائر مادية جسيمة.
وأكدت عائلة فرعتاوي، أن قوات الاحتلال أجبرتها تحت تهديد السلاح على إخلاء منزلها ومحالها التجارية الملاصقة للمنزل، قبل نحو أربعة أشهر، واستولت على العقار وحولته إلى ثكنة عسكرية، وعند انسحابها منه مساء أول من أمس، أقدمت على إشعال النيران فيه عمداً، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل التهم كامل ممتلكات العائلة.
وواصلت جرافات الاحتلال هدم عشرات المباني السكنية وسط مخيم طولكرم، لليوم الثامن على التوالي، تنفيذاً لمخطط الاحتلال بهدم 106 وحدات سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده وتحديداً في حارتي البلاونة والعكاشة ومحيطهما، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.