"فخ موت".. إسرائيل حولت توزيع المساعدات إلى وسيلة لاستدراج الفلسطينيين وقتلهم - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

04 يونيو 2025, 11:14 صباحاً

تحولت عملية الحصول على الطعام في قطاع غزة إلى مهمة قاتلة، حيث سقط أكثر من 60 شهيداً فلسطينياً خلال الأيام الثلاثة الماضية بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية الجديدة، وهذه المؤسسة، المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، تسعى لاستبدال نظام الأمم المتحدة في توزيع المساعدات وسط أزمة جوع خانقة تعصف بـ 2.1 مليون فلسطيني محاصر في القطاع منذ أشهر.

حصار شامل

وفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً شاملاً على المساعدات الإنسانية إلى غزة مطلع مارس الماضي، مانعاً دخول أي إمدادات لمدة 11 أسبوعاً كاملاً، وهدف هذا الحصار، وفق المسؤولين الإسرائيليين، إلى إجبار حركة حماس على قبول شروط وقف إطلاق نار جديدة وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023.

وأدى هذا الحصار إلى دفع سكان غزة إلى أعماق أزمة جوع مدمرة، حيث حذر تقرير أممي من أن واحداً من كل خمسة فلسطينيين يواجه خطر المجاعة، فيما يقترب القطاع بأكمله من حافة المجاعة الكاملة، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

رقم ضئيل

وتحت ضغط دولي متزايد، خفف الاحتلال الإسرائيلي حصاره جزئياً قبل أسبوعين، وسمح بدخول كميات محدودة من المساعدات عبر قنوات الأمم المتحدة وعبر مؤسسة غزة الإنسانية الجديدة، وهذه المؤسسة الخاصة غير الربحية تعتمد على مقاولين عسكريين خاصين للحماية، وتهدف لاستبدال الطرق التقليدية للمنظمات الإنسانية.

وأقامت المؤسسة أربعة مواقع توزيع في جنوب ووسط غزة، تستهدف إطعام 1.2 مليون من أصل 2.1 مليون فلسطيني، وهو رقم ضئيل مقارنة بشبكة الأمم المتحدة التي تضم 400 نقطة توزيع منتشرة في القطاع.

اضطراب داخلي

وواجهت المؤسسة اضطراباً داخلياً منذ انطلاقها، حيث استقال مديرها التنفيذي جيك وود قبل يوم من بدء العمليات، كما ألغت مجموعة بوسطن الاستشارية عقدها معها، وعينت المؤسسة لاحقاً القس جوني مور مديراً تنفيذياً جديداً، وهو مؤيد قوي لدونالد ترامب ومؤيد لمقترحه المثير للجدل بأن تتولى أمريكا السيطرة الكاملة على غزة.

وشهدت الأيام الثلاثة الماضية سقوط عشرات الشهداء في ظروف متشابهة، فلسطينيون جائعون يحاولون الوصول إلى مواقع المساعدات قرب رفح، فتطلق عليهم قوات الاحتلال النار بذريعة "اقترابهم من مواقع عسكرية" أو "انحرافهم عن الطرق المحددة".

وسقط أمس 30 شهيداً وعشرات الجرحى، بينما سقط الأحد 31 شهيداً في حادثة مماثلة، وتبرر قوات الاحتلال أفعالها بإطلاق "طلقات تحذيرية" ضد "مشتبه بهم"، رغم أن الضحايا مدنيون عزل يبحثون عن الطعام.

إدانة دولية

وأثارت هذه المجازر إدانة دولية واسعة، خاصة من الأمم المتحدة التي رفضت المشاركة في نظام المؤسسة الجديد لانتهاكه المبادئ الإنسانية الأساسية، ووصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش الوضع بـالمروع، مطالباً بتحقيق فوري ومستقل.

وانتقد مسؤول حقوق الإنسان الأممي فولكر تورك إجبار الفلسطينيين على الاختيار بين الموت جوعاً أو المخاطرة بالقتل للحصول على الطعام"، بينما وصف مدير الأونروا فيليب لازاريني توزيع المساعدات بأنه "أصبح فخ موت"، فهل ستنجح الضغوط الدولية في وقف هذه المأساة الإنسانية، أم ستستمر مؤسسة غزة الإنسانية في تحويل البحث عن الطعام إلى مهمة انتحارية للفلسطينيين المحاصرين؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق