21 أبريل 2025, 11:43 صباحاً
في خضم التحولات التي يشهدها قطاع الاتصال المؤسسي، وفي وقت تتجه فيه المؤسسات إلى مأسسة أدوار العلاقات العامة والتسويق والهوية، بزغت فكرة مجتمع "وصل" كمبادرة مهنية تطوعية، تهدف إلى إعادة تشكيل العلاقة بين ممارسي الاتصال، وتوفير منصة تجمعهم على أسس من التشارك، والتكامل، والتأثير.
المجتمع الذي تم تدشينه رسميًا في الرياض ضمن أندية "هاوي" التابعة لبرنامج جودة الحياة، جاء ليستجيب لحاجة طالما عبّر عنها مختصو الاتصال، وهي الحاجة إلى كيان مهني يواكب تطور الدور الاتصالي، ويمنحه بعدًا أوسع من مجرد كونه وظيفة يومية بيروقراطية.
وحين نقرأ أهداف "وصل"، نجد أنه يسعى لتمكين ممارسي الاتصال من العاملين في القطاعين العام والخاص، في مجالات العلاقات العامة، الإعلام، التسويق، والهوية المؤسسية، ولكن ما يميزه هو اعتماده على جهد تطوعي منظّم، وخطة طموحة تشتمل على إطلاق 15 مبادرة، وتأسيس 15 شراكة، وتنفيذ أكثر من 200 برنامج تدريبي وتأهيلي خلال عام 2025.
في كلمته خلال الحفل، أوضح محمد الرزقي، المؤسس والرئيس التنفيذي للمجتمع، أن "وصل" يُجسد بداية لحوار مهني يتجاوز حدود المبادرات التقليدية، ويهدف إلى بناء بيئة تجمع قادة الاتصال تحت مظلة واحدة لتبادل الخبرات وصياغة حلول مهنية، والمضي نحو فضاءات أكثر تأثيرًا وتكاملًا.
ولا تقف قيمة "وصل" عند حدود التدريب أو التمكين، بل تنبع أيضًا من طبيعة قطاع الاتصال ذاته، الذي يعتمد بشكل كبير على التفاعل بين الجهات، وبناء العلاقات المؤسسية عبر منسوبي التواصل داخلها، وهنا يبرز “وصل” كمنصة تُيسّر الانخراط والتعارف، وتختصر المسافات بين العاملين في القطاع، مما يُسهم في تحسين أداء الجهات، ورفع كفاءة التنسيق بينها.
وقد شهد حفل التدشين جلسة حوارية ناقشت أبرز التحديات والتحولات، بمشاركة نخبة من المختصين، إضافة إلى مشاركة طلابية من نادي الإعلام بجامعة الملك سعود، في تجسيد عملي لفكرة "الجيل القادم من الممارسين".
أهمية "وصل" لا تكمن فقط في كونه مجتمعًا جديدًا، بل في كونه يعكس تحوّلًا في طريقة تفكير ممارسي الاتصال أنفسهم، من الممارسة الفردية، إلى العمل الجماعي؛ ومن الدور الوظيفي، إلى التأثير المجتمعي؛ ومن الاستجابة، إلى المبادرة.
وبينما تستمر مبادرات رؤية المملكة 2030 في تمكين الأفراد وتوسيع خياراتهم، يأتي "وصل" كثمرة طبيعية لهذا التوجه، مدعومًا من منصة “هاوي” وبرنامج جودة الحياة، ليشكل نواة لمجتمع مهني يُبنى بالإرادة، ويقوده الوعي.
0 تعليق