عاجل

التحدث إلى الحيتان والدلافين - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

«الغارديان»

في زمن يتسارع فيه الذكاء الاصطناعي لتجاوز حدود الإدراك البشري، يزداد طموح العلماء في ترجمة لغات الحيوانات، الأمر لم يعد خيالاً علمياً، إذ اقترح تشارلز داروين منذ قرن ونصف أن الإنسان ربما تعلم الكلام بتقليد أصوات العصافير، واليوم يحاول مشروع (مبادرة ترجمة أصوات الحيتان)، المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إعادة فتح هذا الباب، أملاً في الوصول إلى حوار حقيقي بين البشر والحيتان أو الدلافين.
إن السباق لترجمة ما تقوله الحيوانات يزداد سخونة، مع وجود ثروات ومكان في التاريخ على المحك، هذا سباق يغذيه الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ يمكن لنماذج اللغة الكبيرة فرز ملايين الأصوات الحيوانية المسجلة للعثور على قواعدها النحوية المخفية، وتركز معظم المشاريع على الحوتيات لأنها، مثلنا، تتعلم من خلال التقليد الصوتي، وتتواصل عبر ترتيبات معقدة من الصوت، يبدو أن لها بنية وتسلسلاً هرمياً.
يرمي المشروع، وهو مبادرة رائدة إلى ترجمة أصوات حيتان العنبر، ما يسمى بـ«الكودا»، وهي نقرات قصيرة جداً تحمل أنماطاً يشتبه بأنها تحتوي على قواعد لغوية، وتشير الأدلة الأولية إلى أن الحيتان تتناوب في الحديث، وتستخدم تسلسلات سريعة من النقرات، كل منها قصير مثل 1000 جزء من الثانية، بل وتظهر لهجات محلية، وتمكن الباحثون من تحديد نقرة تشبه في وظيفتها «علامة الترقيم»، ما يدعم فكرة أن لهذه الكائنات أنظمة تواصل معقدة، في مشروع يطمح إلى «التحدث مع الحيتان» بحلول 2026.
سبق أن أطلقت شركة غوغل برنامجاً يدعى «دولفينجيما»، استناداً إلى بيانات صوتية للدلافين جمعت على مدى 40 عاماً، وهذا البرنامج ساعد على تمييز «نقرة» تشير إلى نوع معين من الأعشاب البحرية، ما يعد أول حالة موثقة لكلمة في مفردات الحيوان، ترتبط بمعنى محدد، كما رصد دولفين يدعى «زيوس» قلد أصوات حروف العلة، وحوت أحدب تفاعل صوتياً مع باحثين لمدة 20 دقيقة في نمط تواصل يشبه الحوار.
لكن رغم هذه الآمال، لا يمكن تجاهل حقيقة أن الضوضاء البشرية تشكل تهديداً مباشراً لهذه اللغات، إذ تسببت حركة الشحن والتعدين في رفع مستوى الضجيج تحت الماء منذ ستينيات القرن الماضي، ما أدى إلى انقطاع أغاني الحيتان الحدباء، التي تمتد حتى 24 ساعة وتستخدم في التزاوج والهجرة، لكنها تتوقف عن الغناء على بعد كيلومتر واحد فقط من السفن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق