عاجل

"انتهت فجأة بعد ساعة".. هجوم أوكرانيا على قاذفات روسيا النووية يخيم على مفاوضات إسطنبول - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

02 يونيو 2025, 2:57 مساءً

في مشهد يعكس تعقيد الصراع المتفاقم، اختُتمت جولة محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول اليوم (الاثنين)، بشكل مفاجئ بعد ساعة واحدة فقط من انطلاقها، وأعقب هذا التطور المقتضب على خلفية هجوم أوكراني واسع النطاق بطائرات مسيرة استهدف قاذفات روسية استراتيجية قادرة على حمل أسلحة نووية، ما ألقى بظلاله الكثيفة على أي أفق للتقدم الدبلوماسي. هذا الهجوم، الذي وقع قبل يوم واحد فقط من المحادثات، شكّل عاملاً حاسماً في أجواء التوتر التي سادت الاجتماع، وجعلت الآمال المعلقة على تحقيق اختراق في ثاني لقاء مباشر بين الطرفين منذ عام 2022 تتلاشى سريعًا، ليجعل السؤال حول مستقبل هذه المفاوضات أكثر إلحاحاً.

مفاوضات مقتضبة

وبدأت المحادثات، التي كان من المقرر أن تكون جولة حاسمة، متأخرة قرابة ساعتين عن موعدها المحدد دون إيضاح لأسباب التأخير، وعلى الرغم من الأجواء المتوترة والحوار المقتضب، أسفرت المحادثات عن اتفاق مبدئي على إجراء تبادل جديد للأسرى، وأشارت كييف إلى إمكانية عقد جولة أخرى من المحادثات في المستقبل القريب، ولم يأتِ هذا التطور دون ردود فعل عنيفة داخل روسيا، حيث دعا مدونو الحرب قبل المحادثات إلى رد انتقامي "مروع" ضد كييف بعد هجوم أوكرانيا أمس، الذي استهدف قاذفات روسية بعيدة المدى قادرة على حمل أسلحة نووية في سيبيريا ومناطق أخرى، في إحدى أكثر هجمات الحرب طموحاً، وفقاً لـ"رويترز".

وبينما تباينت التقييمات الروسية والأوكرانية بشأن حجم الأضرار التي لحقت بأسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، التي تُعد عنصراً حيوياً في ترسانة موسكو النووية، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية المتاحة للجمهور أن روسيا تكبدت بالفعل خسائر فادحة في معداتها، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي استضاف الوفدين في قصر سيراغان الفخم المطل على مضيق البوسفور، خاطب الطرفين قائلاً: "عيون العالم كله تتجه نحو هذه الاتصالات"، وأشار فيدان إلى أن الهدف من الاجتماع كان تقييم شروط وقف إطلاق النار، ومناقشة اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي والأوكراني، وبحث فرص إضافية لتبادل الأسرى.

تبادل الأسرى

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، الذي ترأس وفد بلاده، بعد المحادثات عن اتفاق جديد لتبادل الأسرى، استكمالاً لأكبر عملية تبادل شهدتها الحرب التي تمت بوساطة في الجولة السابقة من المحادثات، وأوضح أوميروف أن التبادل الجديد سيركز على الأفراد المصابين بجروح خطيرة والشباب، كما كشف أوميروف أن موسكو سلمت لكييف مسودة اتفاق سلام خاصة بها، وأن أوكرانيا، التي أعدت أيضاً نسختها الخاصة، ستقوم بمراجعة الوثيقة الروسية.

تباعد الرؤى

وتظل التوقعات بشأن إحراز اختراق في هذه المفاوضات منخفضة، رغم حرص كلا البلدين على إبقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منخرطاً في عملية السلام لأسباب مختلفة، وترى أوكرانيا أن نهج روسيا حتى الآن هو محاولة لإجبارها على الاستسلام، وهو ما تؤكد كييف أنها لن تفعله مطلقاً. في المقابل، تشير موسكو، التي حققت تقدماً عسكرياً في مايو بأسرع وتيرة لها في ستة أشهر، إلى أنه يتعين على كييف الخضوع للسلام وفقاً للشروط الروسية أو مواجهة خسارة المزيد من الأراضي.

وحدد الرئيس فلاديمير بوتين شروطه الأولية لإنهاء فوري للحرب في يونيو الماضي، وتضمنت تخلي أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى الناتو وسحب جميع قواتها من كامل أراضي أربع مناطق أوكرانية تدعي روسيا سيطرتها عليها جزئياً أو كلياً، وفي المقابل، وبحسب خارطة طريق مقترحة أعدتها أوكرانيا واطلعت عليها "رويترز"، تطالب كييف بعدم فرض قيود على قوتها العسكرية بعد أي اتفاق سلام، وعدم الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على الأجزاء التي استولت عليها قوات موسكو من أوكرانيا، بالإضافة إلى طلب تعويضات، فهل يمكن لمفاوضات السلام أن تنجح في ظل هذه التباينات العميقة والرغبة في استمرار الضغوط؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق