"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، مع تشديد الحصار، وتصاعد الهجمات، واتساع رقعة التدمير.
"الأيام" رصدت مشاهد جديدة من العدوان وتبعاته، منها مشهد يوثق فقد عشرات المواطنين داخل مركز توزيع مساعدات جنوب رفح، ومشهد آخر يرصد اتساع الدمار شمال وجنوب القطاع، ومشهد ثالث تحت عنوان: "ربع مليون طن من النفايات".

 

مفقودون داخل مركز التوزيع
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات المناشدات، في محاولة لمعرفة مصير عدد كبير من الأشخاص فُقدوا داخل أو في محيط مركز توزيع المساعدات جنوب محافظة رفح، جنوب القطاع.
ودعا مواطنون إلى مساعدتهم من أجل معرفة مصير أبنائهم المفقودين، الذين توجهوا إلى المركز، بهدف الحصول على المساعدات، وقد فقد الاتصال بهم تماماً، ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن.
وأكدت مصادر عدة، أن الاحتلال اعتقل عدداً غير محدد من المواطنين خلال توجههم لاستلام المساعدات، حيث كان يجبر المواطنين على السير في طرقات ضيقة، مُحاطة بسياج شائك، ويمرون من أمام كاميرات مخصصة للتعرف على بصمات الوجوه، حيث جرى اعتقال عدد غير محدد منهم، ولا يعرف مصيرهم.
في حين أكدت مصادر أخرى، أن حالة الفوضى التي سادت داخل المركز، تخللها إطلاق نار كثيف من قبل موظفي أمن أميركيين، وكذلك من قبل قوات الاحتلال، ما تسبب بسقوط العشرات بين شهيد وجريح، الكثير منهم بقوا في مكان الحدث ولم يتم انتشالهم حتى الآن.
وبعد الحادثة المذكورة، تقدمت آليات عسكرية إسرائيلية باتجاه "مفترق العلم"، وهو الطريق الواصل إلى مركز المساعدات، وأغلقت محافظة رفح بالكامل، ولم تسمح لأي شخص بالدخول إلى المنطقة أو الخروج منها، ما حال دون انتشال جثامين الشهداء والجرحى.
وقال المواطن أحمد جابر، إنه توجه برفقة صديقه لاستلام المساعدات، ولكن عندما اقترب من المكان شعر بخوف وقلق وقرر العودة، بينما صديقه أصر على الدخول إلى رفح، موضحاً أن آخر اتصال معه أخبره بأنه يقف في ممرات ضيقة، والأبواب أمام تسلّم المساعدات ما زالت مغلقة، بعدها انقطع الاتصال معه، ولا يعرف عنه شيئا، رغم أنه يحاول الاتصال به.
وأكد أن الكثير من المواطنين فُقدوا داخل المركز، أو في محيطه، وبعض الناجين أشاروا إلى أنهم شاهدوا جثامين شهداء وجرحى في محيط المركز، وفيما تحدث آخرون عن رؤية معتقلين يتم أخذهم من قبل قوات الاحتلال.
من جهته، بيّن المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً، أنه يُتابع بقلق فقد عدد من المواطنين بعد توجههم، عصر أول من أمس، إلى إحدى نقاط توزيع المساعدات الأميركية في رفح جنوب قطاع غزة.
ولفت المركز إلى أن عدداً من المواطنين ذهبوا إلى هناك ولم يعودوا إلى منازلهم، ولا تتوفر حتى الآن معلومات مؤكدة عن مصيرهم.
وحمّل المركز سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المفقودين، مطالباً بالكشف الفوري عن مصير المفقودين، وضمان حماية آمنة وعادلة لعمليات توزيع المساعدات الإنسانية.
وحذر المركز من خطورة تكرار مثل هذه الحوادث في ظل الفوضى الأمنية، وغياب ضمانات الحماية للمدنيين.

 

دمار كبير جنوب القطاع وشماله
تُواصل قوات الاحتلال، التي تُسيطر على مناطق واسعة من محافظتي خان يونس، وشمال القطاع، تنفيذ عمليات تدمير واسعة في تلك المناطق، باستخدام كافة الطرق والوسائل المُتاحة، وتُدمر يومياً عشرات المنازل، والمنشآت المدنية.
وعلى مدار اليوم، تُسمع أصوات انفجارات مدوية، غالبيتها تنتج عن تفجير "روبوتات" مُفخخة في قلب مربعات سكنية، وعمليات نسف للمنازل بعد تفخيخها، خاصة في مناطق بلدات عبسان، وخزاعة، والقرارة، والفخاري شرق خان يونس، وفي مناطق بيت لاهيا، وجباليا شمال القطاع.
بينما أكدت مصادر محلية وشهود عيان، أن عشرات الجرافات المُصفحة، بعضها كبيرة، تقوم منذ أيام بأوسع عملية هدم وتدمير في المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وقال المواطن إبراهيم عرفات، من سكان شرق خان يونس، إن بيته تعرض للتدمير بواسطة غارة جوية من طائرة حربية، ويُشاهد من بعيد عمليات تدمير واسعة في قلب مناطق شرق خان يونس، بواسطة الجرافات، أو من خلال عمليات النسف.
ولفت عرفات إلى أن هدف العدوان الحالي على مناطق شرق خان يونس وشمال القطاع بات واضحاً، وهو التدمير فقط، وقد عبر عن ذلك قادة الاحتلال من خلال تصريحات رددوها أكثر من مرة، أنهم يريدون تحويل خان يونس وشمال القطاع إلى نموذج مشابه لما حدث في رفح.
وأوضح أن رقعة التدمير تتوسع يوماً بعد يوم، ويتوقع أن يتم مسح أحياء شرق المحافظة عن الخارطة بشكل كامل.
بينما أكد مواطنون أنهم شاهدوا، ضمن الحشود الكبيرة التي تتواجد على مشارف محافظة خان يونس، عدداً كبيراً من الجرافات العسكرية، وحتى المدنية التابعة لشركات خاصة، ويبدو أن الاحتلال سيوسع عملياته في خان يونس، ويُدمّر ما تبقى فيها من مساكن خلال الفترات المقبلة.
وكانت القناة 14 العبرية، نقلت خبراً مفاده، أن اللواء 401 المدرّع، دمّر أكثر من 600 منزل في شمال قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وأن عمليات التدمير مستمرة وتتوسع.

 

ربع مليون طن من النفايات
تفاقمت مشكلة النفايات الصلبة في قطاع غزة عامة، ومدينة غزة على وجه الخصوص، مع تزايد كبير في كميات النفايات المتراكمة في الشوارع، وبين الأحياء.
وتعالت شكاوى المواطنين من مشكلة النفايات الصلبة في مدينة غزة، مؤكدين أنها باتت تُحاصرهم، بينما تنتشر الروائح الكريهة بشكل كبير في محيط مساكنهم.
كما أكد مواطنون أنه ومع تراكم النفايات، انتشرت الحشرات والقوارض، متسببة بزيادة مخاطر الأمراض والتهديدات الصحية؛ فتحلُّل هذه النفايات يطلق غازات ضارة، كالميثان وثاني أكسيد الكربون، وهو ما يلوث الهواء ويسبب روائح كريهة، ويشكّل خطراً على صحة الجهاز التنفسي.
ولا يقتصر الأمر على ذلك؛ فعبث الأطفال بالنفايات المتراكمة ينقل عدة أمراض خطيرة إليهم، وقد سُجلت حالات متعددة لمشكلات في التنفس في هذه المناطق، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
وأشارت بلدية غزة إلى أن كارثة تكدّس النفايات تزداد يوماً بعد يوم، ما يُفاقم الكارثة الصحية والبيئية التي تعيشها المدينة، وتشكّل بيئة خصبة للأمراض والحشرات والقوارض الضارة، وخطراً على صحة وحياة الإنسان.
وبينت البلدية أن كمية النفايات المُتكدسة داخل المدينة بلغت أكثر من ربع مليون طن، وهو رقم قياسي كبير جداً لم يسبق حدوثه من قبل.
ولفتت إلى أنها تبذل جهوداً كبيرة للتخفيف والحد من الكارثة، بجمع النفايات المتكدسة في مكبات مؤقتة في قلب المدينة، وتقوم بجمع أولي للنفايات وكنس الشوارع الرئيسية.
وأوضحت البلدية أن نقص الإمكانيات لا سيما الآليات الخاصة بجمع النفايات والوقود، وكذلك منع الاحتلال طواقم البلدية من ترحيل النفايات للمكب في "جحر الديك"، شرق المدينة، يفاقمان من الكارثة.
وسبق أن تحدث العديد من المصادر بأن إسرائيل تستخدم النفايات الصلبة كأداة جديدة لتهجير سكان قطاع غزة، فهي تريد من خلال منع المياه والغذاء والوقود والمعدات اللازمة لإزالة الركام والنفايات الصلبة ومعالجة الصرف الصحي، تهجير سكان غزة، تطبيقاً لمخطط يروّج له الوزير المتطرف في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش.
ويقدِّر الخبير البيئي نزار الوحيدي، حجم النفايات الصلبة الناتجة عن كل شخص في غزة بنصف كيلوغرام يومياً، ما يعني أن القطاع يتخلص من حوالى 1.2 مليون كيلوغرام من النفايات يومياً، لكنها تتكدس بين منازل المواطنين، لأن الاحتلال يمنع نقلها إلى مكبَّات بعيدة عن مراكز المدن والتجمعات السكنية.
ونوّه الوحيدي إلى أن معظم سكان غزة باتوا يعتمدون على إشعال النفايات من البلاستيك والنايلون للطهي، بدلاً من الغاز الذي يمنع الاحتلال دخوله للقطاع، ما يضع المواطنين أمام خيارين، المرض أو الموت.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق