شكراً القادسية.. لأنك كشفت الحقيقة دون رتوش، وأسقطت الأقنعة بذكاء ميداني لا يرحم. فوزك لم يكن على النصر الكيان، ولا على أسمائه اللامعة في سماء المجد، بل كان على «بيولي» وحده.. ذلك الإيطالي الذي يعبث بالتكتيك كما يعبث المغرور بمرآته، لا يرى سوى ظله، ولا يسمع سوى صدى فكرٍ متغطرس.
النصر لم يُهزم من خصم.. بل من مدربه، ومن فوضى اختياراته، ومن برود ردود فعله. أمامه «نخبة آسيا».. البطولة الأغلى عند كل نصراوي، لكنها اليوم في مهب التردد، إن لم تُستعد الهوية، وتُقَل الرعونة.
المدير التنفيذي ماجد الجمعان، رسم للنادي خريطة انضباط.. لكنه نسي أن الانضباط يبدأ من مقعد المدرب، ومن غرفة القرار الفني، حيث يتسلل العبث في صمت ويطيح بكل الأحلام.
بيولي لم يأتِ ليبني.. بل ليُغادر. أراد وداعاً ناعماً، في بطولة تُرضي سيرته، لا طموح النصراويين. أراد الرحيل.. لكن النصر لم يفهم الإشارات.
اليوم، القادسية قالت ما لم تقله الصحف، ودوّت صافرتها لتوقظ العقول:
ليس الوقت للندم، بل للقرار.. فالهفوة الآسيوية لا تُغتفر.
أخبار ذات صلة
0 تعليق